النص الكامل لمسرحية التذمر





تمثال نصفى لمناندر
النص الاصلى تأليف :- مناندر .
النص الانجليزى ترجمة :- بروفيسير . فنسنت روزيفتش . استاذ الكلاسيك بجامعة ميرفيلد بالولايات المتحدة الامريكية .
النص بالعامية المصرية ترجمة :- ممدوح شلبى . بترخيص من البروفيسير فنسنت روزيفتش.


مقدمة المترجم

وجدت من واجبى أن أقوم بترجمة هذه المسرحية الإغريقية الرائعة لسببين، أولهما روعة هذه الكوميديا ومناسبتها للعرض على الجمهور المعاصر، ثانياً أن هذه المسرحية تم إكتشافها فى مصر فى الخمسينات ضمن خبيئة تضم عديد من البرديات، وكان لهذا الكشف الأثرى أهمية كبيرة كونه اتاح لنا ان نحصل على نسخة كاملة لمسرحية من مسرحيات مناندر المائة والتى كان العالم لا يعرف عنها شيئاً سوى أسماءها.

وكون أن المصريين القدماء عرفوا المسرح الإغريقى منذ اكثر من ألفى عام، فهذا شيئ لابد أن نأخذه بعين الإعتبار لتصحيح الاعتقاد السائد بان المصريين لم يعرفوا المسرح إلا فى نهاية القرن التاسع عشر على يد يعقوب صنوع، فهذه المسرحية يصنفها أساتذة الدراسات الكلاسيكية بأنها تندرج تحت نوعية من الكوميديا أطلقوا عليها الكوميديا الحديثة.

وسوف يلاحظ القارئ أن ملامح هذه الكوميديا الحديثة ليست غريبة عن شكل مسرح تراثى مصرى هو مسرح المحبظين، وهذا يجعلنى أعتقد أن مسرح المحبظين فى مصر كان مسرحاً قديماً جداً وأنه ربما يكون نوعاً من التمصير للكوميديا الإغريقية- تلك التى عرفها المصريون منذ البدء وقرأوها من خلال برديات عكفوا على كتابتها ليزيد عدد القارئين لهذه المسرحيات.

وكمسرحي مصرى يعنينى هذا الأمر، فإننى أود أن يتم الكشف عن ملابسات هذه الخبيئة وغيرها لمعرفة ما إذا كانت الإكتشافات الأثرية تشمل أيضا أدوات مسرحية مثل أقنعة او أحذية او أبواق ...إلخ

أعتقد ان كشف اللثام عن هذا الامر سيحسم بالدليل القاطع أن المصريين لم يكتفوا بقراءة هذه المسرحيات ولكنهم مثلوها ايضا، لكن هذا محض تخيل ولعل وزارة الآثار فى مصر  تهتم بانشاء إدارة متخصصة بالمسرح على ضوء هذه البرديات وشواهد مادية أخرى مثل المسرح الرومانى فى الاسكندرية- على الرغم من معرفتنا ان هذا المسرح كان مخصصا لعروض موسيقية واجتماعات - ولكنه على أيه حال دليل مادى لوجود المسرح كبناء، ولعل الارض المصرية تكشف عن المزيد من الآثار التى تنتمى للمسرح.

وأخيراً أود توضيح أننى قمت بالترجمة إلى العامية المصرية لأنها الاكثر مناسبة للمسرحيات الكوميدية، وأود أيضا أن أقول أننى إلتزمت بالنص الانجليزى مع القليل من التصرف وأن هذا التصرف لا يمكن ان يُنظر اليه على أنه اعداد، فالحقيقة انها ترجمة وسوف يندهش القارئ بأن المسرحية مفهومة ومن الممكن عرضها على الجمهور المصرى المعاصر وأملى ان يتحقق ذلك ضمن حملة لتصحيح المفهوم عن تاريخ المسرح المصرى الحقيقى.

وأخيراً وليس آخراً أتقدم بجزيل شكرى إلى البروفيسور فنسنت روزيفيتش الذى سمح لى بترجمة المسرحية إلى اللغة العربية إعتماداً على ترجمته الإنجليزية للنص الأغريقى.

 

شخصيات المسرحية

 

بان :- اله الطبيعة عند اليونان

خيريس :- صديق سوستراتوس  

سوستراتوس :- الشاب الواقع فى الحب

بيراهيس :- عبد فى منزل سوستراس الكائن فى البلدة

نيمون :- والد الفتاه التى يحبها سوستراتوس، وهو المتذمر الذى تحمل المسرحية اسمها منه

الفتاه :- حبيبة سوستراتوس ، وهى ابنه نيمون

داؤوس :- عبد لجورجياس

جورجياس :- اخ غير شقيق لحبيبة سوستراتوس

سيكون :- طباخ مستاجر

جيتاس :- عبد فى منزل سوستراتوس الكائن بالريف

سيميخى :- عبدة عند نيمون وهى إمراة عجوز

كاليبيدس :- والد سوستراتوس

الام :- والدة سوستراتوس

- ميراهين :- ام جورجياس وزوجة نيمون السابقة - شخصية صامتة

- دوناس عبد فى منزل كاليبيدس هو ايضا شخصية صامتة

- العبيد الاخرون والشخصيات النسائية من اقارب واصدقاء ام سوستراتوس هم ايضا شخصيات صامت                     

- الكورس من كهنة الاله بان، وهم الذين يغنون الفواصل الغنائية

 

المنظر

 

- المسرح يُمثل طريق ريفى يؤدى الى مدينة اثينا فى احد الاتجاهات، بينما الاتجاه الثانى يؤدى الى الريف.

- المداخل الثلاثة فى خلفية المسرح تمثل مزرعة نيمون على احد الجوانب، ومزرعة جورجياس على الجانب المقابل، وفى المنتصف يوجد معبد للالة بان والحوريات.

- المزرعة كما هو معروف عبارة عن مكان اقامة لاصحاب المزرعة كما يحتوى على حظيرة ماشية وبئر ماء .... الخ.

كل من حقلى نيمون وجورجياس خارج خشبة المسرح، وهما موصولان بالطريق الذى يمتد الى خشبة المسرح.

- منزل كاليبيدس الريفى يقع ايضا خارج المسرح على  نفس الطريق.

 

 المسرحية

 

بان :- (يقبل من المعبد) المكان ده جزء من اتيكا وبالتحديد فيللى.

ومعبد الحوريات اللى انا جيت منه يخص اهل فيللى والناس الى  بيقدروا يزرعوا الصخر هنا، ده معبد مشهور بالتاكيد.

المزرعة اللى على اليمين دى، بيعيش فيه  نيمون، ده راجل بيهرب من الناس، متذمر من كل الناس ، وبيكره  الزحمة.

انا قولت زحمة ؟

الراجل ده للانصاف عاش عمر طويل، والسعادة بالنسبة له ان ما يتكلمش مع حد، ولا اى حد، باستثناء وحيد وبحكم الضرورة، اذا كان جار لمعبدى او واحد من زوار معبدى انا الاله بان،

ودى من الامور الى هوه بيتأسف عليها، انا متاكد من كده، ما علينا، مع شخصية زى دى، فانه مازال متجوز، ومراته كانت ارملة، لان جوزها الاولانى مات وساب لها ولد كان صغير جدا وقتها، نيمون كان بيتخانق مع الست دى، مش بس طول النهار، لأ، وطول الليل كمان، وكان عايش متكدر.

ربنا رزقه ببنت من الست دى عشان تكمل المصايب بالنسبه له ويوصل لاتعس حالة ممكن يوصل اليها انسان، الامور اللى مافيش اسوأ منها ممكن تحصل، كانت حياته ُمر وعذاب فوق عذاب.

مراته طفشت منه ورجعت تعيش مع ابنها اللى جابته من جوزها الاولانى، الولد ده عنده حتة ارض بيزرعها، ارض صغيرة جدا، الولد ده عايش هنا، فى البيت اللى جانبه، وكان على الولد ده انه يعول امه ويعول نفسه وكمان يعول خدام مخلص كان ورثه عن ابوه ، الحمل تقيل عليه، لكنه شاب ممتاز، ماهو كبر دلوقت وبقى شاب وعقله يسبق سنه، ماهو اللى يعيش وسط المصاعب والمتاعب زيه بيبقى راجل بدرى بدرى.

بالنسبة للراجل الكبير نيمون فكان عايش على طول مع بنته، وبتعيش معاهم ست عجوزة شعرها شايب وهى اللى بتخدمهم، بتجمع لهم الخشب، وترفع لهم الميه من البير، الست دى طول الوقت شغالة.

واذا بدأنا من بالجيران اللى هنا ومراته وكل الناس اللى عايشين هنا فى خولارجوس، فانه كان بيكرههم كلهم، واحد واحد.

البنت – على اى حال -  طلعت عكس ما اتربت عليه خالص، كانت ما بتستريحش مع اى شئ وضيع.

بالنسبة للى عايشين معايا هنا – الحوريات - فالبنت كانت بتتعبد لهم وبتكرمهم بامتنان، وعلشان اسلوبها  ده، فانها دفعتنا اننا نلتفت ليها.

المكان ده بيعيش فيه شاب ابوه يمتلك مزارع هنا تساوى كتير، الشاب دة فيه كل الصفات الحلوة،  كان متعود يقضى وقته فى المدينة، لكنه مرة طلع فى رحلة صيد مع واحد وبالصدفة وصل لحد هنا، للحته دى بالضبط، وقتها انا اتملكت منه باعتبارى الاله بان اله الطبيعة، وخليته يقع فى الحب، دى هى النقط الاساسية، اما التفاصيل  فانتم بنفسكم حاتشوفوها.

اذا كنتم عاوزين تعرفوا كل الحكاية، فارجوكم انكم تتابعوها.

انا متهيألى انى شايفه  جاى على هنا – الشاب اللى وقع فى الحب – جاى ومعاه صديقه، بيتكلموا مع بعض فى نفس الموضوع (بان يدخل المعبد).

 

خيريس :- (يدخل مع سوستراتوس من اتجاه البلدة) انت بتقول ايه يا سوستراتوس؟ بتقول انك شوفت شابة بتتعبد لحوريات بان هنا، وانها ساكنه فى البيت الى قصاد المعبد ده، وانك من لحظتها وانت بتحبها؟

سوستراتوس :- حبيتها على طول.

خيريس :- ايه السرعة دى؟ وألا تلاقيك كنت مخطط لما خرجت من بيتكم انك تلاقى واحدة تحبها.

سوستراتوس :- انت بتتندر على يا خيريس وانا فى اسوا حالة.

خيريس :- هاى، انا مصدقك.

سوستراتوس :- علشان كده ان جيت هنا وجبتك معايا عشان تساعدنى.

خيريس :- عاوزنى اساعدك فى ايه بالظبط ؟ وتفتكر انى اقدر اساعدك يا سوستراتوس ؟  بطلوا ده واسمعوا ده، قال ايه؟ واحد من اصدقائى جابنى معاه عشان هوه بيحب بنت مشيها بطال. تحب اقبضلك عليها وانزلها من بيتها – عاوزنى اتجنن واكسر الباب والا ايه ؟، لا، ده انا ما عادش فيا عقل خالص. 

ده بدل ما تعرف كل حاجة عنها؟ كل اللى انت عاوزه انك تاخدها؟ اسمع نصيحتى يا صاحبى، لو اتأنيت حبك ها يعيش، ولو اتسرعت الحب ده حايموت بسرعة. انا شايف دلوقت واحد بدل ما يعمل كده قاعد يتكلم عن الجواز وعن البنت، انا بنى ادم مختلف عنك هنا، انا لو منك اسأل عن اهلها، عن ماليتها، عن شخصيتها، اسمع كلامى وخليه حلقة فى ودنك، اصل الامور ما تتاخدش كده.

سوستراتوس :- كويس قوى كده (متحدثا جانبا) لكن مش كل اللى بيقوله يناسبنى.

خيريس :- ودلوقت وعلشان انا ما كنتش معاك من الاول، انا عاوز اسمع منك كل الحكاية.

سوستراتوس :- انهاردة الصبح بدرى، انا بعت بيراهيس اللى كان جاى معايا الصيد، بعته من البيت.

خيريس :- بعته لمين؟

سوستراتوس :- بعته لابو البنت عشان يقابله، او يقابل الكبير اللى فى البيت مهما كان وضعه.

خيريس :- يا هرقل، انت بتقول ايه ؟

سوستراتوس :- انا اخطأت، لان خدام مش هو الشخص المناسب لامور زى دى، بس ما بيبقاش سهل لما تلاقى نفسك بتحب، انك تشوف الصورة كلها وتعرف ايه هو الصح.

ده اتأخر قوى .... انا مندهش ده بقاله هنا مدة طويلة، انا قولت له يرجع للبيت على طول بمجرد ما يعرف الامور ماشية ازاى هنا.

بيراهيس :- (يدخل من اتجاه حقل نيمون) سبونى اعدى، خللوا بالكم، اجروا من هنا، ده مجنون، الراجل اللى بيطاردنى مجنون.

سوستراتوس :- انت بتقول ايه يا عبد؟

بيراهيس :- اهربوا من هنا.

سوستراتوس :- هوه فيه ايه؟

بيراهيس :- طينة وحجر اترموا عليا، هو انا عملت ايه؟

سوستراتوس :- اترموا عليك؟ فين؟ انت مجنون؟

بيراهيس :- الراجل بطل يطاردنى خلاص؟

سوستراتوس :- يا زيوس.

بيراهيس :- بس انا يتهيألى انه كان .........

سوستراتوس :- ايه؟ ايه اللى انت بتقوله ده ؟

بيراهيس :- خلينا نمشى من هنا، اتوسل اليك.

سوستراتوس :- من فين؟

بيراهيس :- من هنا من قدام الباب ده، وباسرع ما يمكن. ابن الكئيبة، ده يا اما حد من الالهة جننه، يا اما هوه مجنون طبيعى، الراجل اللى بيعيش فى البيت ده، اللى انت بعتنى له.

اه يا صوابع رجلى، انا اتكسرت، دول بينقحوا عليا.

سوستراتوس :- (جانبا الى خيريس) ده جه هنا وهو سكران.

خيريس :- واضح.

بيراهيس :- يا زيوس. انا اضعضعت خالص يا سوستراتوس، انا اتحطمت. خللى بالك على نفسك. انا مش قادر اتكلم، انا مت خلاص.

انا خبطت على باب البيت وقولت انى جاى للكبير اللى فى البيت ده، لاقيت حد طلعلى، كانت ست عجوزة هلكانة، هنا بالظبط مكان ما انا واقف باتكلم معاك، الست شاورتلى عليه وهو على التلة اللى هناك، كان قاعد يجمع الكمثرى بتاعته- الله يخرب بيت الكمثرى بتاعته.

خيريس :- ايه الغضب ده كله؟ ليه كدة يا راجل يا طيب؟

بيراهيس :- انا دخلت ارضه، واتقدمت منه، ومن بعيد جدا وانا بافكر ازاى اكون لطيف ولبق، انا قولت له، انا جايلك يا والدى بخصوص موضوع، وقولت له، عشان اشوفك بخصوص موضوع، عشان اعرض عليك امر فيه مصلحة ليك، قام قايل لى من غير ما يسمع الموضوع, الله يخرب بيتك، انت واقف فى ارضى؟ انت دخلت ارضى؟ ده انا ها اخليك تندم على اليوم اللى انت اتولدت فيه، وراح ماسك فى ايده جالوص طينة من الارض وقام راميه على عينيا.

خيريس :- يخرب بيته.

بيراهيس :- ولسه باقوله لكن الاله بوسيدون مش ها يسامحك على كده، روحت قافل عينى وهو بيمسك جالوص طينة تانى، وقعد يليس بيه العباية بتاعتى وهو بيقول، ايه الموضوع اللى ممكن يجمع بينى وبينك؟ انت مش بتعرف السكة ؟  وقعد يزعق باعلى صوته.

خيريس :- الفلاح اللى انت بتوصفه ده مجنون خالص.

بيراهيس :- وفى النهاية، طلعت اجرى منه وهو يجرى ورايا  كيلو ونص، فى الاول حوالين التلة، وبعد كده تحت فى السكة وبين الشجر، وهو قاعد يحدفنى بالطينة والحجارة، ولما ما لاقاش حاجة يرمينى بيها تانى، قام قاعد يرمى عليا الكمثرى، ده متوحش، الله يخرب بيته، انا باتوسل اليك يللا نمشى من هنا.

سوستراتوس :- انت بتتكلم بجبن كدة ليه؟

بيراهيس :- اصل انت مش عارف المشاكل اللى ممكن تحصل فى المكان ده، ده ها ياكلنا.

خيريس :- يمكن الراجل ده اتصادف ان مزاجه متعكر دلوقت، عشان كده انا شايف من الاحسن اننا نأجل الكلام معاه، ايه رأيك يا سوستراتوس؟ ماهو عشان تنجح فى اى موضوع ضرورى انك تختار اللحظة المناسبة عشان تبقى مطمن على النتيجة.

بيراهيس :- انتم الاتنين، انا باستحلفكم، خلوا عندكوا شويه عقل.

خيريس :- ده ايه الفلاح المجنون ده،  مش بس هوه، ده تقريبا كل الناس اللى هنا. لكن بكره لما النهار يشقشق، انا حا اجيله بنفسى، انا خلاص عرفت بيته، وانت يا سوستراتوس انا شايف انك تروح بيتكم دلوقت وتضيع وقت فيه، هوه ده الحل. (يخرج فى اتجاه المدينة).

بيراهيس :- يللا نعمل زى ما قال.

سوستراتوس :- ده ما صدق انه لقى عذر عشان يسيبنى.  واضح انه ما كانش سعيد وهو ماشى معايا، وعشان كده ماكانش موافق على انى اتجوز، لكن انت، انت شرير، يارب كل الالهة يخربوا بيتك.

بيراهيس :- وانا عملت ايه غلط يا سوستراتوس؟

سوستراتوس :- اكيد انك عملت حاجة غلط فى مزرعته، سرقت حاجة منه.

بيراهيس :- انا؟ اسرق؟.

سوستراتوس :- ايوه عشان ما فيش حد عاقل حا يضربك كده الا لما تكون عملت حاجة غلط ؟.

بيراهيس :- الراجل اهوه، ده هوه بعينه، انا ماشى من هنا ياسيدى، اتكلم انت معاه بقة. (يخرج فى اتجاه المدينة).

سوستراتوس :- ان ما عدتش قادر، انا دايما هلهللى وما باعرفش اتكلم، ايه نوع الكلام اللى ممكن اقوله فى الموقف ده؟ نظرته ليا مش ودودة خالص، يا زيوس، هوه واخد الموضوع بعصبية كده ليه؟ انا ها ابعد من قدام الباب، كده احسن، هوه ماله قاعد يشخط ويزعق كده ليه وهو ماشى مع نفسه؟ نظرته ليا ما تطمنش، يا ابوللو ويا جميع الالهه، انا خايف منه والا ايه؟ ايوه انا خايف منه.

 

نيمون :- (يدخل من اتجاه الحقول) مش كان احسن ان ربنا يخلقنى زى بيرسيوس بجناحين عشان اعيش زيه فى السما بعيد عن الناس. لانه بالطريقة دى، بيرسيوس بقى متمكن من الناس، اللى يضايقه منهم يحوله لتمثال حجر، انا باتمنى لو انا كمان كنت كده، عشان تكتر التمائيل الحجرية فى كل مكان.

الحياه دلوقت ما بقتش ممكن تتعاش، يا اسكليبيوس، حصلت انهم يتجرأوا ويجوا على ارضى؟.  يا زيوس، وعلى جنب الطريق كمان، ده المكان اللى انا متعود اقضى فيه وقتى، معقولة؟ انا مش عارف ازاى انا ما زرعتش الحتة ده كمان.

ده انا هربت منهم وبقيت اقضى وقتى بعيد على التلة الى هناك دى عشان ما اقابلش الناس اللى بتمر من هنا، وحتى التلة بيطاردونى فيها؟ اتجرأوا خلاص ودخلوا ارضى؟.

ربنا ياخد الناس، كلهم يا رب.

معقولة ؟. مرة ثانية واحد واقف هناك قدام بيتى؟.

سوستراتوس :- (جانبا) هو باين عليه ها يضربنى والا ايه؟.

نيمون :- مش ممكن الواحد يلاقى مكان عشان يكون لوحده ابدا، ولا حتى لو كنت عاوز تشنق نفسك. 

سوستراتوس :- (جانبا) هوه غضبان منى والا ايه؟

 انا مستنى هنا يا ولدى عشان اقابل واحد، احنا متواعدين اننا نتقابل هنا.

نيمون :- مش انا قولت كده برضه؟ انتم مش بتميزوا والا ايه؟ انت شايف هنا برجولا والا معبد اسود عشان تتواعد فيه مع حد؟ انت كده واقف قدام بيتى وده مش مكان للمواعدة، مش ممكن كده، الناس بتروح مكان فيه كراسى وألا كنب عشان يقعدوا عليها وهنا ما فيش، يا نكبتى يا انى، ازاى  تدخل فى ارض ناس ما تعرفهومش؟ ده تعدى، الامر واضح، مش كده ؟ (يدخل الى منزله).

سوستراتوس :- الحكاية باين عليها كبيرة متهيألى كده، ويلزمها ترتيب وشوية تركيز، الامر واضح، يا ترى اروح لجيتاس العبد اللى عند ابويا؟ يا كل الالهة، ايوه انا هاروح له، ده اصله ألمعى وعنده خبره فى كل انواع المصالح، وها يقدر يهدى الراجل المتذمر ده، انا متأكد من كده. مثلا ممكن يكون تصرفه انه يأجل الموضوع شويه، لكن لأ، ما اقدرش على كده، ها ارفض الفكرة دى، مين عارف؟ ده يوم واحد ممكن تحصل فيه امور كتيرة. لكن انا سامع صوت حد قدام باب البيت.

 

الفتاة :- (تقبل من داخل منزل نيمون) اووه يا حيرتى، ايه المصيبة اللى انا عملتها دى؟ طب اعمل ايه دلوقت؟ الدادة بتاعتى وهى بترفع جردل الميه من البير قام واقع منها فى البير.

سوستراتوس :- (جانبا) يا زيوس يا كبير الالهه، ويا فيوبوس يا شافى من الامراض، ويا ديوسكوريو الحنون، الجمال ده لا يمكن حد يقدر يقاومه.

الفتاة :- ابويا قاللى اجيبله شويه ميه دافيه لما كان خارج من البيت.

سوستراتوس :- (يخاطب الجمهور) ايه رايكم فى الروعة دى؟

الفتاه :- لو ابويا عرف حكاية الجردل ها يقعد يضربها لحد ما تموت، ما فيش وقت اضيعه فى الكلام، يا حوريات الاله بان، انا جيت لكم عشان اخد ميه من عندكم، انا مكسوفة ان يكون فيه ناس جوه المعبد دلوقتى بيقدموا الاضاحى، وانى ها...

سوستراتوس :- وليه ما تعتمديش عليا؟ انا ها اخد منك الابريق واملاه ميه عشان خاطر عيونك، وها ارجع بيه تانى بسرعة. 

الفتاه :- ايوه، يللا بسرعة، يا فرج الالهه.

سوستراتوس :- (جانبا) بنت ريفية مؤدبة. الشكر لكل الالهه اللى بنفحاتهم ها يحمونى دلوقتى (يدخل الى المعبد).

الفتاه :- يا حوستى، مين اللى عامل الغاغة دى؟ هوه ابويا جاى؟ يبقى اكيد ها يضربنى لو ظبطنى وانا برة البيت.

 

داؤوس :- (عبد جورجياس) (يقبل من منزل جورجياس، ويتحدث الى الخلف مُوجها كلامه الى داخل المنزل الذى جاء منه) انا بقالى مدة طويلة بانضف بيتك وكافة شئ فيه هنا وهوه قاعد يزرع بنفسه، انا رايحله، ياه ده انتى حاجة صعبة خالص، ولية غلبانة، هوه احنا عارفين نعيش عشان تعيشى معانا؟ ولحد امتى حا تفضلى قاعدلنا جوه البيت وعايشه معانا؟

سوستراتوس :- (يقبل من المعبد) خدى.

الفتاه :- هاتها هنا.

داؤوس :- ايه اللى عاوزه الراجل ده؟

سوستراتوس :- مع السلامة. (تدخل الفتاه الى منزل ابيها نيمون)، ياخسارة، بطل تنوح كده ياسوستراتوس، الفرج قريب.

داؤوس :- فرج؟ فرج ايه؟.

سوستراتوس :- ما تخافش، لكن ايه اللى ها اعمله دلوقت؟ اروح لجيتاس وارجع بيه هنا بمجرد ما اقوله كل حاجة بالتفصيل. (يخرج فى اتجاه منزل كاليبيدس والده)

داؤوس :- ايه المصيبة دى؟ انا مش عاجبنى الحكاية دى، شاب قاعد يخدم بنت، وحش كده، لكن الله يخرب بيتك يا نيمون، يارب كل الالهه يخربوا بيتك، عندك بنت بريئة سايبها لوحدها وما بتحابيش عليها زى الاصول؟ الراجل ده ها يفوق امتى؟ والجدع ده بيتسحب فاكر انها صيد سهل؟ اكيد لأ، الاحسن انى اكلم اخوها حالا فى الموضوع عشان ناخد بالنا منها، متهيألى انى اروح دلوقت واقوله، انا شايف عُباد الاله بان جايين على هنا، باين عليهم سكرانين شويه، يتهيألى مش وقته انى اضايقهم. (يخرج فى اتجان حقل جورجياس)

 

اغنية للكورال

 

جورجياس :- (شقيق الفتاه، يدخل بصحبة داؤوس خادمه) بالبساطة دى؟ كأنها حاجة سهلة .... قوللى الموضوع ايه؟ ازاى تفتكر انها حكاية وها تعدى؟

داؤوس :- ازاى؟

جورجياس :- يا زيوس، انت شوفت واحد بيقرب من اختى يا داؤوس، ومهما كان الواحد ده  كنت قولتله فورا ازاى ان حياته ها تنتهى لو حاول يشوفها مرة ثانية، الموضوع ده يخصنى عشان انا اخوها، انت فاهم؟ الحكاية اصلها كبيرة، دى حكاية عار يا داؤوس، وممكن يبقى فيها دم، اختى بتهمنى، ابوها عاوز يتجاهلنى لنه براوى وما بيحبش الناس، ده مش معناه  انى اعمل زيه، لان لو اختى اتصرفت غلط، العار ها يكون عارى، الغريب اللى مش من هنا ما يعرفش مين اللى مسؤول هنا ولازم يعرف، يللا دق الباب.

داؤوس :- لكن يا سيدى جورجيوس .... الراجل الكبير ... انا خايف منه، اذا مسكنى وانا قريب من باب بيته ها يشنقنى فى الحال.

جورجياس :- انا عارف انه راجل صعب، بس ده مش وقت جدال، انا مش عارف ازاى الواحد يتصرف معاه، ياترى الواحد يجبره انه يحسن من سلوكه والا النصيحة تنفع معاه؟ لكن لو اجبرته القانون ها يكون فى صفه، ولو خدته بالنصيحة ها يتكبر.

داؤوس :- استنى ثانية، احنا ما جيناش على ما فيش، وزى ما انا قولت، الشاب اللى باكلمك عنه جاى علينا تانى.

جورجياس :-  قصدك الشاب اللى العبايه بتاعته غالية؟ هوه ده اللى انت بتقصده؟

داؤوس :- بالظبط.

جورجياس :-  ده قليل الادب بقه، شايف شكله بجح ازاى.

 

سوستراتوس :- (يدخل الى المسرح) ما لحقتش جيتاس فى البيت، اصل امى راحت عشان تقدم الاضاحى لاله مش عارف مين، دى بتعمل كده كل يوم، بتلف الاقليم  تقدم الاضاحى/ الاقليم كله،  وبعتت جيتاس عشان يجيب طباخ بالايجار من المنطقة، انا سبت الدبيحة وجيت هنا للموضوع بتاعى، ومتهيألى انى ها اسيب كل حاجة فى الدنيا واتفرغ لموضوعى، انا ها اخبط على الباب، انا مش قادر امنع نفسى، مش عارف افكر.

جورجياس :- انت يا اخ، تحب تسمع نصيحة منى؟

سوستراتوس :- بكل سرور، اتكلم.

جورجياس :- نصيحتى دى مش ليك لوحدك دى لكل الناس، لولاد الحلال اللى تنفع معاهم النصيحة، ولولاد الحرام كمان، للى حا ياخدوا بنصيحتى واللى حا يطنشوها، واللى هياخد بنصيحتى ها يلاقى نفسه فى السكة الصح ومهما طال العمر بيه ها يعيش فى سعادة، لانه بيحافظ على الاصول والحاجة الغلط ما يعملهاش، لكن لما شخص يوصل للمرحلة دى زيك، واللى يمكن آلهته هما اللى شجعوه على كده، هنا بقى، اظن ان حياته الحلوة ها تتغير وهاتبقى حياة سودة، اصل الناس الفقرا، وعشان ما بيعملوش حاجة غلط، وراضين بحياتهم ما دامت شريفة، بيكون عندهم ايمان ان حياتهم ها تتحسن، اقولك ايه دلوقت؟ انت بنفسك ومهما كنت غنى لازم تكون فاهم، اوعى تبص على الشحاتين اللى زينا بتعالى مرة ثانية وتفتكر انهم هفية، اياك تتمنظر عليهم بغناك.

سوستراتوس :- (متسائلا) انا بالنسبة لك انسان بيعمل حاجة غلط؟

جورجياس :- انت بالنسبة ليا انسان ورط نفسه فى عمل حقير، فاكر انك  تقدر تشجع بنت على الفسق؟ بنت بريئة مالهاش تجارب؟ او تستنى اللحظة المناسبة انك تعمل حاجة ها تستحق عليها الموت لو عملتها؟.

سوستراتوس :- يا ابوللو. 

جورجياس :- غناك مالهوش عندنا اى اهمية بالرغم من اننا فقرا؟ و حط فى دماغك ان الشحات لو حد غلط فى حقه فانه ها يتهور، الشحات اللى حاله يصعب عا الكافر بياخد الامور اللى بتضايقه مش على انها نصيب وقدر، لأ، بيبص لها على انها غطرسة. 

سوستراتوس :- ايه يا اخ، بالراحة عليا شوية.

داؤوس :- برافو يا سيدى يسلم بقك.

سوستراتوس :- انت بتتكلم من غير ما تعرف، انا شوفت بنت هنا وحبيتها، اذا كنت شايف فى المسألة دى اى غلط، او انى يمكن اعمل حاجة غلط، زى ما يمكن اى حد يشوف الموضوع بالشكل ده، لكن الحكاية مش كده، الامر وما فيه انى جيت هنا مش علشانها، لكنى باتمنى اشوف ابوها، عشان انا مش متجوز وعيشتى متيسرة، انا مستعد انى اتجوزها وباعفى ابوها من اى مصاريف للجواز، واحب اقول كمان انى باتعهد انى ها اقضى بقية عمرى فى حبها، لكن اذا كنت جيت هنا عشان حاجة بطالة او باخطط لحاجة عيب فى حقك وحق عيلتك، آدى الاله بان هنا وكمان الحوريات معاه،  ينزلوا لعنتهم عليا يا اخ دلوقتى هنا قدام البيت، انا منزعج، منزعج جدا، لو كنت شايفنى بالشكل ده.

جورجياس :- هى الحكاية كده؟ طب معلش، انا اصلى عصبى حتى مع نفسى، ما تخليش كلامى يزعجك، على اى حال انت غيرت الصورة اللى انا رسمتها عنك، تقدر تعتبرنى صديق، انا مش غريب، انا اخو البنت، اخوها من امها يا سيد.

سوستراتوس :- يا زيوس، ده انت حا تخدمنى خدمة كبيرة.

جورجياس :- خدمة؟ ازاى؟

سوستراتوس :- انا شايفك انسان كريم.

جورجياس :- انا مش عاوز اخيب رجاءك فيا، لكن احب اوضحلك الامور، يكون فى معلومك ان ليها اب ما حدش من بنى آدم شاف زيه لا زمان ولا دلوقتى.

سوستراتوس :- الراجل العصبى؟ انا عارف اللى انت بتقصده.

جورجياس :- المشكلة كبيرة جدا، الراجل ده يمتلك مزرعة هنا تساوى اتناشر الف دراخمة، وهوه اللى بيزرعها بنفسه من غير ما يخللى حد يزرعها معاه، لا خدام من البيت ولا حد يشغله بالاجر من الناس اللى ساكنين هنا، ولا حتى جار يساعده، هوه لوحده، الشئ اللى يسعده ويخليه مبسوط، انه ما يشوفش بنى آدم، ولما يكون بيشتغل بياخد بنته معاه، هوه ما بيتكلمش مع حد غيرها، ومش بسهولة انه يتكلم مع حد تانى، هوه بيقول انه ها يجوزها لابن مراته، اللى هوه انا، اصله شايف ان طبعى من طبعه.

سوستراتوس :- مستحيل، انت بتقول ايه؟

 جورجياس :- ما تحطش نفسك فى المشاكل يا سيد، دى امر منتهى، وده امر عائلى، خلينا نشوف الموضوع على انه قدر.

 سوستراتوس :- يا جميع الالهة، انت ما سبقلكش انك حبيت؟

 جورجياس :- ده من الامور المستحيلة بالنسبة ليا يا سيد.

 سوستراتوس :- ازاى بقة؟ مين اللى يمنعك؟

جورجياس :- المصاعب الكتيرة اللى محوطانى واللى مش مخيلانى ارتاح لحظة.

سوستراتوس :- شكلك مش باين عليك، على الاقل وانت بتتكلم باحس ان عندك خبرة بالامور دى، انت بتقوللى اشيل نفسى من الموضوع ده؟ ده مش بايدى ده بايد الالهه.

جورجياس :- طيب، انت على اى حال ما بتغلطش فى حقنا، لكن ها تتعب نفسك على الفاضى.

سوستراتوس :- انا مش ها اتعب نفسى على الفاضى وها اتجوز البنت.

جورجياس :- مش ها تتجوزها وعشان تصدق تعالى معايا وخليك جانبى لما نروح عنده وهو بيشتغل فى الغيط اللى قدامنا.

سوستراتوس :- ليه؟

جورجياس :- انا ها اكلمه عن جواز بنته، وده شئ يسعدنى، وهوه بمجرد ما يسمعنى باتكلم عن جوازها وها تلاقيه بيتخانق معانا ويشتمنا ويلعن اللى كان السبب فى اننا نيجى للدنيا، ولو لمحك وانت لابس حلو كده زى العيال المدلعة مش ها يعملك حساب وكأنك مش موجود.

سوستراتوس :- هوه هناك دلوقتى؟

جورجياس :- يا زيوس، فاضله ثوانى وتلاقيه طالع للشغل زى عادته.

سوستراتوس :- وبالنسبة للبنت يا سيد، هى ها تيجى معاه زى ما قولت؟

جورجياس :- ايوه زى عادته.

سوستراتوس :- يللا نروح زى ما بتقول، انا جاهز، لكن اتوسل اليك انك تساعدنى وانا باكلمه.

جورجياس :- باى اسلوب؟.

سوستراتوس :- يعنى ايه باى اسلوب؟ طب يللا  نروح للمكان اللى هوه ها يروح له.

داؤوس :- وبعدين لما احنا حا نقعد نشتغل، انت ها تقف معانا وانت لابس العباية الغالية دى؟.

سوستراتوس :- وليه لأ؟.

داؤوس :- ها يرمى عليك جلاليص طينة على طول، وها يقول عليك يا حشرة يا تنبل، انت لازم تزرع معانا، عشان هوه لما يشوفك يمكن يقبل انك تكلمه لانه ها يفتكر انك فلاح عايش على دراعك.

سوستراتوس :- انا مستعد انفذ كل اللى تطلبوه منى، ايه كمان؟

جورجياس :- انت ليه تجبر نفسك على الغلب ده؟

داؤوس :- (جانبا) يارب نشتغل انهارده كتير والراجل ده يدينا قفاه ويبطل يضايقنا وما يجيش هنا تانى.

سوستراتوس :- يللا هاتوا فاس.

داؤوس :- خد الفاس بتاعى ويلا، اصل انا انهاردة ها ابنى سور حجر وده ها ياخد وقت منى، ماهو السور برضه لازم يتبنى.

سوستراتوس :- اديهولى، جميلك مش ها انساه.

داؤوس :- انا رايح يا سيد، انا ها اسبقك. (يخرج فى اتجاه حقل جورجياس)

سوستراتوس :- الامر بالنسبة لى مسألة حياه او موت، يا اما اموت انهاردة يا اما تجوز البنت.

جورجياس :- لو الحكاية كدة بالنسبة لك،  انا بادعى انك تتجوزها. (يخرج فى اتجاه حقله)

سوستراتوس :- الشكر لكل الالهه، الحجج اللى عملتوها عشان تبعدوا عنى صديقى، خلتنى مصمم اكتر على الموضوع، اصل البنت ما لهاش شبه من بين البنات، وما بتعرفش الحاجات الوحشة اللى فى الدنيا دى، ولا ليها عمه ولا جدة تخاف منهم، دى اتربت على انها الست مع اب قاسى اللى بشخصيته بيكره الشر، ازاى ما تكونش نعمه انى اتجوز البنت دى؟ لكن الفاس ده تقيل كده ليه؟  ده ها يقضى عليا من اولها، زى بعضه، مش مهم الراحة مادامت الحكاية وصلت للمستوى ده. (يخرج فى اتجاه حقل جورجياس)

 

سيكون :- (طباخ مستأجر يدخل من الاتجاه المقابل) الخروف ده مش جميل زى كل يوم. (الى الخروف) ها تروح جهنم.

اذا رفعته وشيلته لفوق، حا يبقى عامل زى حباية الزتون ببقه الصغير، ده بياكل ورق التين لحد ما قلبت حاله، لو سبته فى الارض مش ها يتحرك منها.

بطلوا ده واسمعوا ده، بقى انا الطباخ المعتبر يتكتب عليا انى اسحب الخروف ده طول السكه، طيب ان ما كنتش اعمل منك لحمة مفرومة. 

واخيرا وصلت  لمعبد للحوريات اللى ها ادبح فيه الخروف، التحية للاله بان.

الولد جيتاس بيتسكع ورايا والا ايه؟

جيتاس :- (يدخل المسرح)  الحمل اللى محملانى بيه الست الملعونة عاوز اربع بغال يشيلوه، ربنا ينتقم منها.

سيكون :- الظاهر ان فيه ناس كتير جايين يحضروا الضحية، كتيرة السجاجيد  اللى انت شايلها؟ هما كام سجادة؟

جيتاس :- ايش عرفنى؟

سيكون :- نزل الحاجات دى هنا.

جيتاس :- هنا؟ دى لو شافت الاله بان فى المنام؟ اللى هناك بعيد فى مدينة بيانيا، انا متأكد انناها نروح  هناك على طول عشان ندبحله الاضاحى.

سيكون :- مين اللى لو شاف منام؟

جيتاس :- ما فيش حد. بلاش تتسبب فى طردى.

سيكون :- اتكلم ما تخافش.

جيتاس :- الست اللى ملكانى.

سيكون :- ايه؟ يا كل الالهه.

جيتاس :- انت ها تتسبب فى قتلى، دى شافت الاله بان.

سيكون :- انت بتتكلم عن الاله اللى هنا؟

جيتاس :- ايوه الاله ده.

سيكون :- عشان ايه؟

جيتاس :- عشان سيدى الصغير سوستراتوس.

سيكون :- ده شاب متربى بصحيح.

جيتاس :- الاله بان اللى هنا رابطه من رجليه.

سيكون :- يا ابوللو.

جيتاس :- بعد كده عطاله لبس فلاح وفاس وامره انه يعزق فى الغيط اللى قدامنا.

سيكون :- غريبة.

جيتاس :- لكن ما احنا بنقدم الاضاحى عشان كده، لان بالطريقة دى ها تتبدل الامور عن ما هى خايفة.

سيكون :- انا كده فهمت.

ارفع ده تانى يللا وشيله لحد جوه، خلينا نلاقى حته فاضية جوه وجهز كل حاجة، ما فيش حاجة ها تأخر اضاحيهم لما يحين وقتها، لكن حظهم حلو، وانت كمان حظك حلو وخلى حواجبك تستريح، اصلك بنى ادم غلبان خالص، وانا ها ارم عضمك انهارة زى ما انت عاوز.

جيتاس :- انا كنت دايما معجب بيك وبشغللك  لكن لسه مش مطمن لك خالص. (يدخلان الى المعبد)

 

اغنية للكورال

 

نيمون :- (يقبل من منزله) يا ولية ياهرمة، اقفلى الباب واياكى تفتحى لجنس مخلوق لحد ما ارجع تانى، ويمكن ارجع بالليل

الام :- (ام سوستراتوس تدخل وبصحبتها الخدم من ناحية منزل كاليبيدس) يللا بلاش تأخير، امشوا بسرعة، احنا لازم ندبح الاضاحى دلوقتى.

نيمون :- الدوشة دى سببها ايه؟ دول ناس كتير، جتكم الهم.

الام :- اعزف على الناى يا بارثينس اغنية الاله بان، اصل الاله ده زى ما بيقولوا، ما ينفعش تتقرب منه هُس هُس.

جيتاس :- (يقبل من داخل المعبد) يا زيوس، يا بركة انكم كلكم كويسين.

نيمون :- يا هرقل، جتكم القرف.

جيتاس :- احنا قاعدين بقالنا مدة طويلة مستنين.

الام :- كل حاجة جاهزة؟

جيتاس :- يا زيوس، الخروف ياست فاضله هسه ويموت، الشئ اللى يحزن، انه مش عارف انه ها يموت وانه مش ها يحضر زينا الاضحية ولا ها ياكل منها.

لكن يللا تعالوا جوه، القفف , نضفوها .... ونضفوا حوض الغسيل احسن الاضحية ما تتقابلش مننا

جيتاس :- انتم بتبحلقوا فى ايه يا تنابلة يا مهابيل؟ (يدخل الجميع الى المعبد فيما عدا نيمون)

نيمون :- ربنا يخرب بيتكم، دول بيعطلونى عن الشغل، ما انا اصلى خايف اسيب البيت لوحده. الحوريات دول عاملين لى مشكلة على طول لانهم ساكنين فى وشى، عشان كده متهيألى انى ها ابنى بيت جديد، والبيت ده اهده واهرب من هنا، الكفرة دول ليهم طريقة فى الاضاحى، انهم يجيبوا علب اكل وزلع الخمرة .... مش عشان الالهه، انما عشان نفسهم، ويبخروا عشان يتظاهروا بالتقوى، وبعدين يعملوا فطيرة، المفروض إن الاله ياخد كل الحاجات دى لما تتحط فى النار، لكن الناس دول بيحطوا فى النار السقط بتاع الدبيحة – اللى ما بتتاكلش – للاله، ويخلوا لنفسهم الباقى.

يا وليه يا هرمة، افتحى الباب بسرعة، انا لازم اخلص شغلى اللى فى البيت. (يدخل الى منزله)

جيتاس :- (يقبل من المعبد موجها كلامه الى من بداخل المعبد) الانجر؟ انجر ايه؟ اه بتاع الطبيخ ؟ هوه انتم نسيتوه؟ انتم مساطيل عشان تنسوا الحاجات دى؟ طب وانا ها اعمل ايه دلوقت؟ ما فيش قدامى غير انى اضايق جيران الاله، الظاهر ما قداميش غير كده. (يدق على باب نيمون) يا عبد يللى هنا، ما يتهيأليش ما فيش تنابله زى الخدمات اللى معانا، دول ما يعرفوش حاجة عير انهم يتقصعوا (يدق الباب مرة ثانية) يا عبد يللى هنا. (لنفسه) ده ايه الغلب ده؟ (يدق مرة اخرى) يا عبد يللى هنا (لنفسه) الظاهر ان ما فيش حد هنا، لا والله انا سامع زى ما يكون حد بيقرب من الباب من جوه.

نيمون :- (يفتح الباب) انت ايه اللى موقفك قدام باب بيتى يا واطى؟ قوللى.

جيتاس :- ما تضربش.

نيمون :- ده انا ها اعدمك العافية لحد ما يبانلك صاحب.

جيتاس :- لأ لأ، عشان خاطر الالهه.

نيمون :- ايه يا واطى اللى ممكن يكون بينى وبينك عشان تقف قدام بيتى؟

جيتاس :- ما فيش يا عم، طب انا ها اقولك، انا مش جاى اطب منك فلوس كنت سالفها منى ولا عندى شهود ولا امر محكمة، انا جاى استلف منك انجر.

نيمون :- انجر؟

جيتاس :- ايوه انجر.

نيمون :- انت بتستهبل يا خيبة الرجا يللى ما تسويش فى سوف العبيد؟ انت فاكر ان انا بادبح تور للالهه زى اسيادك اللى باعتينك؟

جيتاس :- ما يتهيأليش انك بتدبح ولا حتى سحلية، ولا تاخد فى بالك انا آسف، السلام عليكم يا راجل يا طيب، اصل هما اللى قالولى اخبط على الباب، الست هى اللى قالتلى كده، قالتلى استلف انجر، وانا باعمل زى ما طلبت، وانت ما عندكش، انا ها ارجع اقولها كده. (لنفسه وهو يدخل الى المعبد) يا كرم الالهه، راجل عجوز عامل زى الحنش.

نيمون :- روح جاتك داهية، الله لا يرجعك، عامل زى البرص، لأ وايه، قاعد يخبط عا الباب زى ما يكون صاحبى، لو مسكت واحد من اللى بيجوا قدام بيتى، ما ابقاس نيمون اذا ما عملتش منه عبرة للى زيه، اللى ما يتسماش ما يعرفش انه نفد منى باعجوبة، جاتك داهيه. (يدخل الى منزله)

 

سيكون :- (يقبل من داخل المعبد وهو يتحدث الى جيتاس الذى مازال داخل المعبد) جاتك نيله، انت بتقول انه طردك؟ ما هو لازم يطردك وانت عامل زى بوز الاخص كده، اصل الكلام مع الناس له اصول، فى ناس ما عندهاش تمييز وهما بيطلبوا حاجة من الناس، انا اصلى عندى اسلوب لما اتكلم مع الناس، اصل انا باطبخ لالوف الناس هنا فى المدينة وباضايق جيرانهم، وباخد الحلل وحاجات الطبيخ منهم كلهم، انت لازم تكون مهذب لما تحتاج حاجة من الناس، اذا اللى فتحلى الباب راجل كبير ها اقوله يا والدى، واذا اللى فتحت ست كبيرة ها اقولها يا امى، واذا اللى فتحت ست فى نص العمر اقول لها ياهانم، واذا كان واحد من الخدم، ها اقوله يا راجل يا طيب.

(يتحدث فى اتجاه المعبد) لكن انتم، ده انتوا عاوزين الشنق (الى نفسه) قال ايه يا عبد يللى هنا، حد يخبط عا الناس ويقول لهم يا عبد يللى هنا؟

(يطرق باب نيمون) ده انا، لو سمحت اطلعلى يا والدى، انا جاى وقاصدك فى خدمة.

نيمون :- (يفتح الباب) انتوا تانى؟

سيكون :- هاه، ايه ده؟

نيمون :- انتم ضيقتوا خلقى خلاص، مش انا قولتلكوا ما تجوش هنا قدام باب بيتى، ها تيللى الكرباج يا وليه.

سيكون :- لأ انا فى عرضك، خلاص انا ماشى.

نيمون :- خلاص انا ماشى؟

سيكون :- انا آسف يا راجل يا طيب.

نيمون :- استنى عندك، تعالى هنا.

سيكون :- عليك لعنه الاله بوسيدون.

نيمون :- انت بتبرطم بتقول ايه؟

سيكون :- انا جيت استأذنك فى انجر فخار.

نيمون :- انا ما عنديش انجر فخار، ولا عندى ساطور ولا ملح ولا خل ولا حاجة خالص، وسبق ليا وقولت لكل الناس ما يجوش هنا خالص، مفهوم.

سيكون :- انت ما قولتليش انا.

نيمون :- طيب انا باقولك اهوه.

سيكون :- ده انت ها تتلقى وعدك، طب لو سمحت تقولى اروح لمين من الناس واطلب منه انجر؟

نيمون :- مش انا قولتلك تبطل برطمة؟

سيكون :- مع السلامة.

نيمون :- انا مش عاوز حد يقوللى مع السلامة.

سيكون :- طيب خلاص، اسيبك من غير سلامة.

نيمون :- ايه المشاكل دى اللى ما بتخلصش؟ (يدخل الى منزله)

سيكون :-  اهو غار وما ادانيش حاجة، هى اللباقة ما بتنفعش والا ايه يا زيوس؟ يا ترى اروح اخبط على باب تانى؟ لكن دى تبقى مصيبة لو كان الناس اللى هنا بيدربوا على الملاكمة، الاحسن لى انى افرم كل اللحمة؟ الظاهر هوه ده الحل، انا مش محتاج الا لطبق العجن.

مع السلامة، انا باقولكم يا أهل فيللى، انا مش عاوز منكم حاجة، انا ها استعمل الحاجات اللى معايا. (يدخل الى المعبد)

 

سوستراتوس :- (يعود من حقل جورجياس) اى حد عاوز يهرب من الضغوط اللى عليه لازم يجى يصطاد هنا فى فيللى، ده انا مضعضع، ضهرى ومعدتى وزورى وكل جسمى بتنقح عليا، كل ده من الشغل الكتير اللى اشتغلته انهاردة، ده كتير على واحد زى حالاتى، كل اللى كنت عاوزه انى اتكلم، قمت لقيت نفسى وفى ايدى فاس، وعليا انى ارفعه بهمة ونشاط ولا اجدع فلاح واعزق بيه جامد فى الارض، انا خدت الموضوع بجد زى ما اكون باحب الشغل، كل ده وعينى عا السكة عاوز اشوف الراجل الكبير وهو جاى وجايب بنته معاه، يا زيوس، وكل شوية امسك ضهرى من تحت، فى الاول من غير ما يشوفنى حد .... ويا ترى ها افضل اعزق كدة على طول ولحد امتى؟... وبدأ ضهرى ينحنى، لحد ما بقيت متخشب زى اللوح و ما حدش جه، والشمس حرقتنى، وجورجياس يهون عليا ويبص عليا وانا عامل زى اللى بيرفع ميه من بير، طالع نازل، وانا وبكل عزمى اعزق فى الارض، لحد ما قاللى الظاهر ان ما فيش حد ها يجى،  قمت قايله واحنا ها نعمل ايه دلوقتى؟ قام قايلى الاحسن اننا نيجى بكره عشان نقابله ودلوقت يللا بينا نمشى، وقام داؤوس واخد منى الفاس وقعد يعزق مكانى.

معقولة الامور تمشى بالشكل ده من اولها؟  انا جيت هنا وما اقدرش اقول انه تدبير من الالهه، الامور مش ماشية كويس هنا.

جيتاس :- (يقبل من المعبد، وهو يتحدث الى سيكون الموجود بالداخل) ايه حكايتك معايا؟ انت فاكر ان انا عندى ستين دراع يا عم؟ قاعد اهويلك فى الفحم لحد ما طأطأ، ويلا شيل، واشيل، ويللا حط، واحط، ويللا اغسل ويللا قطع مصارين الدبيحة، كل ده فى نفس واحد وعلى ودنه، واعجن العجين، واشيله على الفرن يا بان يا اله الطبيعة، لحد ما إتعميت من الدخان عشان الناس دول، الظاهر احنا فى العيد وانا مش واخد بالى والا ايه؟

سوستراتوس :-  يا عبد يا جيتاس. 

جيتاس :- مين اللى بينادى عليا؟

سوستراتوس :- انا.

 جيتاس :- وانت مين؟ 

سوستراتوس :- انت مش عارفنى؟

جيتاس :- الله الله، ده سيدى الصغير.

سوستراتوس :- انت بتعمل ايه هنا؟ قوللى.

جيتاس :- باعمل ايه هنا؟ احنا لسه مخلصين دبح الاضاحى، وقاعدين نجهز الغدا للناس.

سوستراتوس :- هى امى هنا؟

جيتاس :- من مدة وهى هنا.

سوستراتوس :- وابويا كمان؟

جيتاس :- احنا مستنيينه، يللا تعالى ادخل معانا.

سوستراتوس :- لما اخلص المأمورية اللى عليا الاول، حكاية الاضحية دى ها تخللى الموضوع يحلو، انا اروح اعزم الشاب يجى معايا، واعزم الخدام بتاعه كمان، و بمجرد ما يشاركوا فى الاكل من الاضحية، وهما طوالى ها يبقوا اخر حلاوة معايا وها يساعدونى فى موضوع الجواز.

جيتاس :- انت بتتكلم عن ايه؟ انت رايح تمشى وها تعزم ناس عا الغدا؟ على قد ما دى حاجة تبسط على قد ما انا خايف ان يكون فى 3 الاف واحد معزوم، انا عارف كده من زمان، انى عمرى ما ها ادوق طعم حاجة، وادوق منين يا حسرة؟ يللا روح اعزم الناس كلها، ما اهو الضحية حيوان جميل منظره يسر النظر، لكن يا ترى الستات اللى معانا، ياترى ها يفضلهم حاجة ياكلوها؟ بحق الاله ديميتر دول ولا ها يلاقوا شوية الملح وها يدوا اكلهم للمعازيم.

سوستراتوس :- انهارده كل حاجة ها تكون كويسة يا جيتاس، انا بنفسى متوقع كده، يا ايها الاله بان العظيم، انا ها اصلى لك كل ما اعدى هنا من قدامك، وها اكون صديق للشاب. (يخرج فى اتجاه حقل جورجياس)

 

سيميخى :- (تقبل من منزل نيمون، وللوهلة الاولى لا تلاحظ جيتاس) يا مصيبتى، يا مصيبتى، يا مصيبتى.

جيتاس :- (جانبا) جتك داهية، وليه من بيت الراجل الكبير خرجت.

سيميخى :- ايه اللى ها يجرى لى؟ انا كنت عاوزة اطلع الجردل من البير بنفسى، قبل ما يعرف سيدى اللى حصل، وروحت رابطة فاسه فى حبل، الحبل كان عاتت، قام قاطع ووقع منى.

جيتاس :- كويس.

سيميخى :- يا حوستى، انا وقعت الفاس فى البير هوه كمان.

جيتاس :- وما رمتيش نفسك وراه ليه؟

سيميخى :- والمصيبة انه عاوز الفاس عشان ينقل وساخة الحمام اللى راقدة جوه، وبقاله مدة وهو قاعد يدور على الفاس وبيزعق باعلى صوته، انا سامعة صوته على الباب.

جيتاس:- اهربى يا ولية يا مسكينة، اهربى، ده ها يقتلك يا غلبانة ولاها تعرفى تدافعى عن نفسك.

نيمون :- (يقبل من منزله) هى فين الهرمة بنت الهرمة؟

سيميخى :- ما كانش قصدى انه يقع منى يا سيدى.

نيمون :- تعالى خشى جوه حالا.

سيميخى :- انت ها تعمل ايه؟ قوللى.

نيمون :- انا؟ انا ها اربطك وادلدلك فى البير.

سيميخى :- لأ، يا مصيبتى.

نيمون :- وبنفس الحبل العاتت وحق الالهه.

جيتاس :- والاحسن لو الحبل كان عاتت خالص.

سيميخى :- طب ممكن انادى على داؤوس من عند الجيران؟

نيمون :- تروحى تنادى على داؤوس يا ولية يا شر بعد ما جبتيلى الشلل؟ انا قولتلك ايه دلوقت؟ ما بتسمعيش الكلام ليه؟ يللا خشى جوة. (تدخل سميخى الى منزل نيمون).

نيمون :- يا دى المصيبة، يا دى المصيبة، والعمل دلوقتى؟ ما قداميش غير انى انزل البير بنفسى، وانا قدامى حل غيره يعنى؟

جيتاس :- (الى نيمون) والناس اللى هنا ها يدلدلولك حبل وشنيطة.

نيمون :- يا حشرة، يارب الالهه يحشوا وسطك اذا نطقت بكلمة واحدة. (يدخل الى منزله)

جيتاس :- يا سلام على العدل، اهوه دخل على بيته تانى، راجل عاوز حش وسطه، وايه العيشة اللى هوه عايشها دى؟ اما انه فلاح قرارى صحيح، بيعزق ارض صخر ما يتزرعش فيها غير الزعتر والمريمية، وما بيتحصلش غير على التراب والغلب، ما علينا، اهو سيدى الصغير جاى على هنا، جايب معاه ضيوفه، دول باين عليهم عمال من الحته دى، ازاى يعزم ناس زى دول وازاى عرفهم اصلا؟ (يدخل الى المعبد)

 

سوستراتوس :- (يدخل ومعه جورجياس وداؤوس) انا مش ها اسمح لكم انكم تعملوا اى حاجة، احنا عندنا كل حاجة بحق هرقل، هوه فى حد يرفض انه يتغدى مع واحد صاحبه اتصادف انه عازمة على لحمة اضحية؟ ما انا اصلى باعتبر نفسى خلاص واحد من صحابك ومن ساعة ما شوفتك، خد الحاجات دى يا داؤوس، شيلها ووديها لبيتنا وبعدين تعالى تانى.

جورجياس :- لأ، خليك انت هنا عشان امى ما تبقاش لوحدها وخد بالك منها وجيب لها اللى عوزاه لحد ما ارجعلك تانى بسرعة. (يدخل مع سوستراتوس الى المعبد بينما داؤوس يدخل الى منزل جورجياس)

 

اغنية للكورال

 

سيميخى :- (تقبل من منزل نيمون) يا قلة حيلتى وما فيش مجير، يا قلة حيلتى يا انى.

سيكون :- (يقبل من العبد) يا هرقل، امشى يا ست من هنا خلينا نعرف نتعبد، انتم ناس مؤذيين وبتضربوا، روحى نوحى بعيد، ايه الست الغريبة دى؟

سيميخى :- سيدى فى البير.

سيكون :- ازاى يعنى؟

سيميخى :- ازاى؟ عشان يطلع الفاس والجردل، كان نازل على جدار البير واتزحلق ووقع فى قعر البير.

سيكون :- مش هو ده الراجل العجوز الصعب؟ خير ما عمل، يا عدالة السماء، يللا يا ست جه دورك.

سيميخى :- دورى فى ايه؟

سيكون :- امسكى ايد هون او حجارة وارميه عليه.

سيميخى :- يا سيد، ده يرقد فيها.

سيكون :- يا بوسيدون، عشان يجرب المثل الى بيقول، يا انا يا الكلب فى البير، ما فيش حل.

سيميخى :- جورجياس، انت فين؟

جورجياس :- (يقبل من المعبد) بتسألينى انا كنت فين؟  ايه الحكاية يا سميخى؟

سيميخى :- حكاية؟ حكاية ايه؟ سيدى وقع فى البير.

جورجياس :- سوستراتوس، اطلع لنا هنا. (يقبل سوستراتوس من المعبد).

سيميخى :- يللا على سيدى جوه بسرعة. (يدخلون الى منزل نيمون)

سيكون :- (بمفرده على خشبة المسرح يخاطب الجمهور) آمنت بيكم يا كل الالهة وحق ديونوسوس، ما هو لما واحد ما يرضاش يدى انجر لناس عاملين اضحية، يبقى حرامى معابد ويستاهل لعنة الالهة، وما يتبكاش عليه، يللا اشرب البير فى عبك دلوقتى، البير اللى وقعت فيه، وبالطريق دى ها تحقق مرادك وميه البير مش ها يشاركك فيها حد، دلوقتى الحوريات خدوا تارهم منك بالنيابة عنى، ما فيش حد فى الدنيا يجى على حق طباخ ويسلم من العقاب، اصل صنعة الطبخ دى للموعودين، والالهة بتحمى الطباخين، ايوه كلامى حق، الالهه طلبوا من الناس لما حد يخبط على بابهم وله طلب عندهم انهم يلبوه، لكن ايه ده هوه الراجل ما ماتش؟ انا سامع صوت حريمى بيولول – يا حبيبى يا ابويا – ما فيش فايدة، اللى انا كنت باتمناه .....

(حوالى اربعة اسطر مفقودة هنا , والسطران التاليان هما ايضا  شذرات)

(يتحدث للجمهور) منظره ... تفتكروا ها يكون منظره ايه؟ يا جميع الالهه، غرقان ميه وقاعد يترعش؟ ده منظر حلو قوى، انا ها انبسط لما اشوف منظر زى ده هنا، يا ابوللو (يتحدث موجها كلامه لمن بداخل المعبد) انتوا يا ستات، يللا قدموا للاله الواجب بالنيابة عن الناس دى، وادعوا على الراجل اللى انقذوه من البير، انه يتشوه ويتشل، احسن لو سلم ها يكون اول واحد يسلم من عقاب الاله ومن الناس اللى بيجوا يقدموا الاضاحى هنا، اصل الموضوع يهمنى، والا فان ما حدش من الناس ها يأجرنى تانى .(يدخل الى المعبد)

سوستراتوس :- (يقبل من منزل نيمون ويخاطب الجمهور) بحق الاله ديميتر والاله اسكليبيوس وبحق كل الالهة، عمرى فى حياتى ما شوفت انسان غرقان، دى طريقة حلوة  عشان الواحد يتسلى، اصل جورجياس ومن اول ما دخلنا وراح رامى نفسه فى البير، وكنت انا والبنت فوق البير قاعدين ما بنعملش حاجة، وها نعمل ايه يعنى؟ اللى البنت قدرت تعمله انها تشد شعرها و تعيط، قعدت تضرب صدرها، وكنت انا – الولد الدلوع – زى ما اكون وبحق الالهة، بقيت المربية بتاعتها، وقفت قدامها اتوسل ليها انها ما تعيطش، واستعطفها – وانا فى نفس الوقت بامتع نفسى بالنظر على جمالها، ماهو مش جمال عادى، وبالنسبة للراجل اللى نزل تحت فى البير، فانه ما كانش همه حاجة غير انه يسحب الراجل العجوز من البير، اللى ضايقنى فعلا، انى كنت ها اتسبب فى موته بالحبل، لانى وقت ما كنت باراعى البنت، ما خدتش بالى والحبل ساب من ايدى، لكن جورجياس كان شديد زى ما يكون اطلسومش مجرد بنى آدم عادى، راح متماسك وشوية شوية على قد ما قدر نجح انه يشيل الراجل لفوق، ولما طلع من البير انا سبتهم وجيت هنا عشان انا ما كنتش قادر اكبت نفسى، اصلى لحظتها روحت على البنت وبوستها، اصلى باحبها موت، انا دلوقتى شميت نفسى – انا سامعهم عند الباب، يا زيوس يا مُنجى من الهلاك، ايه المنظر الغريب ده؟

 

جورجياس :- (من الواضح ان مناندر ادخل نيمون الى خشبة المسرح مجرورا على برتكبل بعجلات) انت مش عاوز حاجة يا نيمون؟ قوللى.

نيمون :- وها اقول ايه؟ انا تعبان قوى.

جورجياس :- خليك مبسوط وسيبك.

نيمون :- انا فعلا مبسوط، اسمعوا يا ناس، نيمون اللى هوه انا، مش ها يضايق حد تانى من النهاردة.

جورجياس :- المشكلة اللى حصلتلك دى من كونك عايش لوحدك، مش كده برضه؟ ده انت كنت ها تضيع نفسك، خللى معاك حد ياخد باله منك وانت فى السن ده، ده اللى لازم تعمله فى حياتك من دلوقت.

نيمون :- انا تعبان قوى، انا عارف، لكن نادى والدتك يا جورجياس باسرع ما تقدر. (يدخل جورجياس الى منزله) اللى شوفته دلوقتى خلانى اتنصح، الظاهر كدة، امسكينى يابنتى لو سمحتى وساعدينى انى اقف.

سوستراتوس :- انسان محظوظ.

نيمون :- (كأنما يتحدث الى سوستراتوس) انت ايه اللى موقفك هنا يا تنح انت؟

(نحو خمسة اسطر مفقودة، والاسطر الثلاثة والنصف التالية هم ايضا شذرات)

(اثناء الاسطر المفقودة فان جورجياس يعود مع امه ميرهين، النص يعود ثانية على نيمون وهو يتحدث) ....

ولا حد منكم ممكن يجبرنى انى اغير رأيى فى الحكاية دى، ولازم تسمعوا اللى باقوله لانه قرارى، انا يمكن اكون غلطان فى حاجة واحدة، وهى انى وغير كل الناس كنت فاكر ان الواحد يكفى خيره شره وان البنى ادم مش محتاج للناس.

لكن دلوقتى انا عرفت ان نهاية الواحد بتكون صعبة ومستحيل انك تتنبأ بيها واكتشفت انى ما كنتش دارى بالحكاية دى كويس، ان الواحد لازم يكون جنبه حد يساعده، لكن وحق هيفايستوس – انا عقلى اتشوش خالص وانا باشوف الناس وهى عايشة بطريقة مختلفة، ووانا باشوف طريقتهم فى الحساب، والطريقة اللى بتخليهم يكسبوا – انا متهيألى ان ولا واحد  بيراعى التانى، ولا واحد منهم، عشان كده انا بقت ليا طريقتى، وانهاردة واحد من الناس اثبتلى العكس، ده جورجياس، اللى عمل انبل عمل ممكن حد يعمله، الانسان اللى ما سمحتلهوش ابدا  انه يقرب من بيتى، واللى عمرى ما ساعدته فى اى حاجة، اللى عمرى ما قولتله ازيك، واللى عمرى ما اتكلمت معاه وانا مبسوط – الانسان ده هو اللى انقذنى، يمكن حد غيره يقول – وها يكون معاه الحق – ما دمت منعتنى من انى اقرب، انا مش ها اقرب، انت عمرك ما ساعدت حد وعشان كده انا مش ها اساعدك، ايه اللى انت عملته ده يا ابنى؟ سواء انا هاموت دلوقتى – ومتهيألى انى فعلا هاموت دلوقتى اصل انا حالتى وحشة - او لو كان ليا عمر، انا ها اعتبرك ابنى، وكل ما املك اعتبره ملكك، انا باديك بنتى وباستأمنك عليها، اتجوزها، ماهو مهما عملت عمرى ما ها الاقى احن منك، لان مافيش حد يرضينى، لكن لو عشت، خلينى اعيش زى ما باحب، وانت تاخد باقى املاكى وتشغلها بنفسك، انت عاقل من فضل الالهة، انت اثبت انك حامى على اختك، انا ها اقسم املاكى نصهم هو مهر بنتى ليك، والنص التانى خده لنفسك بس راعينى انا وامك، خدى بايدى يا بنتى ومددى جسمى، عشان اقول لجورجياس حاجة مهمة، انا ما اعرفش ايه اللى يناسب بنى ادم زيك، لكن اسمع منى اللى ها اقوله يا ابنى عشان انا عاوز اقولك شوية عن نفسى وعن طبعى، اذا كان كل واحد بيحب التانى يبقى ما يبقاش لزوم للمحاكم ولا للسجون ولا للحروب، وكل الناس ها تعيش فى سعادة، يمكن الحاجات دى تكون صعبة التحقيق، اتصرف فى حياتك بالطريقة دى. وانا الراجل العجوز القاسى والمتذمر من الناس ها أخرج من حياتك.

جورجياس :- لكن انا راضى بيك زى ما انت، ومع شوية مساعدة منك لازم نلاقى عريس للبنت باسرع ما يمكن، اذا يعنى ما كانش عندك مانع.

نيمون :- هاى؟ انا قولتلكم انتوا الاتنين انى عاوزكوا لبعض، ما تضايقنيش بحق الالهه.

جورجياس :- اصل فى واحد عاوز يقابلك.

نيمون :- مش ممكن، وبحق كل الالهه.

جورجياس :- بيسأل عن بنتك.

 نيمون :- حاجة زى كده ما بقتش تهمنى.

جورجياس :- الواحد ده هوه اللى ساعدنى وانا باطلعك من البير.

نيمون :- انهو واحد؟

جورجياس :- اهوه اللى واقف هنا، تعالى قرب.

نيمون :- هوه انت يللى الشمس حمصتك؟ هوه فلاح؟

جورجياس :- واكتير من كده كمان يا والدى، ده مش مدلع، ولا من الناس الكسلانين اللى بيقعد يتسكع طول النهار.

(السطران التاليان شذرات، والاسطر الثلاثة التالية غير مكتملين)

نيمون :- دخلونى جوه.

جورجياس :- وانتى، خد بالك منه.

(البرتكبل يتحرك الى داخل منزل نيمون وعليه المرأة)

سوستراتوس :- اللى فاضل بقى انك لازم تقبل خطوبتى على اختك.

جورجياس :- خللى الامور دى يقوم بيها والدك يا سوستراتوس.

سوستراتوس :-  ابويا مش ها يعارضنى فى اى حاجة.

جورجياس :- طيب، انا قبلتك خطيب لاختى، وباديهالك وتشهد عليا كل الالهة، ده احسن شئ انت عملته يا سوستراتوس، عشان انت ما جيتش تتكلم فى الموضوع وانت بتتصنع فى شخصيتك، انت كنت بسيط، وانك كنت مستعد انك تضحى بكل شئ عشان خاطر الجواز، ورغم انك من المرفهين، لكنك خدت الفاس وقعدت تعزق، كنت بتشتغل بجد، وفى الحتة دى  اظهرت انك راجل، وانك انسان متسامح بيساوى نفسه مع الناس، من الغنى للفقير، الراجل اللى زيك ها يتحمل تصاريف الاقدار بارادة قوية، انت اديتنى اثبات واضح على شخصيتك، انا باتمنى بس انك تفضل زى ما انت.

سوستراتوس :- وها اكون احسن كمان، لكن بلاش تخلينى امدح فى نفسى، ده شئ وحش. (يرى والده يقبل من خارج المسرح) لكن انا ولحسن الحظ شايف ابويا جاى هنا.

جورجياس :- ابوك يبقى كاليبيدس؟

 سوستراتوس :- ايوه.

جورجياس :- بحق زيوس، ده راجل غنى، وغنى جدا كمان، ده من المزارعين الشداد (المقصود من كلمة مزارع انه صاحب ارض يستأجر الآخرين لزراعتها)

كاليبيدس :- الظاهر انى جيت متأخر، دول زمانهم اكلوا الخروف وراحوا على الغيط من بدرى. جورجياس :- يا بوسيدون، ده باين عليه جعان خالص، تحب نقوله عن الموضوع دلوقتى؟

سوستراتوس :- خليه الاول يتغدى عشان يهدى. 

كاليبيدس :- ايه ده؟ سوستراتوس؟ هوه انتم اتغديتوا خلاص؟

سوستراتوس :- لكن مخليين منابك، اتفضل ادخل جوه.

كاليبيدس :- ده اللى انا ها اعمله. (يدخل الى المعبد)

جورجياس :- أدخل انت كمان وفاتحه فى الموضوع.

سوستراتوس :- ها اقعد معاه مدة صغيرة وبعد كده ها انادى عليك من هنا. (سوستراتوس يدخل الى المعبد، بينما يدخل جورجياس الى منزل نيمون)

 

اغنية للكورال

 

سوستراتوس :- (يقبل مع كاليبيدس من المعبد) المواضيع كلها اترتبت زى ما انا عاوز يا والدى ولا كأنك انت اللى مرتبها.

كاليبيدس :- ازاى؟

مش انا على طول بانفذلك طلباتك؟ ووعدتك انك ها تتجوز البنت اللى انت تحبها.

سوستراتوس :- بس مش باين عليك ها تنفذ وعدك.

كاليبيدس :- بحق الالهة انا عند وعدى، عشان انا عارف ان جواز ابنى عشان يدوم لازم يكون عن حب.

سوستراتوس :- طيب، انا ها اتجوز اخت الشاب اللى انت شوفته معايا من شويه، عشان انا باعتقد انه مناسب لينا، رأيك ايه بقى دلوقتى؟ ياترى توافق انه يتجوز اختى هوه كمان؟

كاليبيدس :- ايه السخافة اللى انت بتقولها دى؟ ازاى عاوزنى ارضى بعروسة ليك وعريس لاختك وهما الاتنين شحاتين؟ كفاية علينا عروستك بس.

سوستراتوس :- انت بتتكلم على الفلوس، دى حاجة مش مضمونة،  لو كنت فاكر ان الفلوس دى ها تدوم معاك على طول، خلاص احرسها وما تخليش حد يشاركك فيها، خليك عارف ان كل شئ بتملكه مش بتاعك - ده كله بسبب القدر – وبلاش تتباهى بالحاجات دى على اى حد، عشان القدر ممكن ياخد منك كل حاجة ويديها لواحد غيرك، ويمكن الواحد ده ما يكونش يستحق انه يكون غنى، اللى انا عاوز اقولهولك، انك وعلى قد ما انت غنى ومتصرف فى اموالك، فالاحسن انك تتصرف فى اموالك دى بنُبل وترفع يا والدى، وعليك انك تساعد كل الناس، ساعدهم بجهودك انهم هما كمان يبقوا اغنيا، عشان هوه ده اللى ها يدوم، واذا اتصادف انك افلست، ها تلاقى نفس اللى انت عملته مستنيك، الشئ الاحسن هوه ان يكون ليك صديق من ان تكون ليك ثروة ما حدش بيستفيد منها.

كاليبيدس :- صدقت يا سوستراتوس، الثروة اللى انا قاعد اجمعها مش ها تبقالى فى قبرى لما اموت، الثروة دى ها تكون لك انت، انت عاوز تخللى الشخص اللى انت اتعرفت عليه دلوقت يكون  صديقك؟ أنا موافق، وباتمنالك التوفيق، انت ليه قاعد تكلمنى عن المواعظ والخلاق؟ روح قدم الخير، اعمل لبكرة، شارك، انا مقتنع بكلامك خالص، وبكل سرور.

سوستراتوس :- بكل سرور؟

كاليبيدس :- ايوه وكون متأكد خالص، ما تخليش حاجة تحبطك نهائى.

سوستراتوس :- حيث كده، انا ها انادى جورجياس.

جورجياس :- (يقبل من منزل نيمون) انا سمعتكوا من على الباب وانا جاى على هنا، انا سمعت كل كلمة قولتوها ومن اول كلامكم، عاوز تعرف رايى؟ انا موافق يا سوستراتوس انك تكون صديقى، انت احسن صديق ممكن اصادقه، وسعادتى بكدة تفوق الوصف، لكن لما الامور تكون اكبر منى فانا مش ها اقبلها، وحتى لو قبلتها، فانا مش ها اقدر اتحملها.

سوستراتوس :- انا مش عارف انت بتتكلم عن ايه؟

جورجياس :- عن البنت، عن اختى، انا باديهالك عشان تكون زوجتك، هاكون مبسوط من الجوازة اذا كانت زى ما هى كده بس.

سوستراتوس :- انت بتقصد ايه بالكلام ده؟

جورجياس :- مش كويس بالنسبة لى ان الناس يمنوا عليا بفلوسهم، الكويس بالنسبة لى لو الفلوس دى انا اللى جمعتها بنفسى.

سوستراتوس :- انت بتقول كلام ما لوش معنى يا جورجياس، انت حكمت على نفسك انك مش جدير بالجواز؟

جورجياس :- انا حكمت على نفسى انى جدير بيها، لكنى مش جدير انى اخد كتير لما اللى باملكه يكون قليل.

كاليبيدس :- ده كلام واحد اصيل وحق زيوس الاعظم، بس انت برضه عبيط.

جورجياس :- ازاى؟

كاليبيدس :- عشان لما تشوفنى مقتنع جدا وموافق تقوم موافق انت كمان.

جورجياس :- بالكلام الجميل اللى انت بتقوله ده، واللى ما اقدرش اتهرب منه، ما قداميش غير انى اوافق والا ها اكون مش بس غلبان، لأ، وعبيط كمان.

سوستراتوس :- كل اللى فاضل بقة انك تعمل الخطوبة.

كاليبيدس :- لكن انا اللى باخطب بنتى اللى من صلبى ليك، ومهرها اللى انا حادفعهولك بالاضافة ليها، تمنتاشر الف دراخمة.

جورجياس :- ومن ناحيتى انا ها ادفع مهر اختى لابنك تلات تلاف دراخمة.

كاليبيدس :- وانت معاك؟ بلاش تغرم نفسك كتير كده.

جورجياس :- ايوه، ما انا عندى غيط.

كاليبيدس :- خليلك فلوسك يا جورجياس، ودلوقت خالى والدتك واختك يجوا هنا عشان يتقابلوا مع الست اللى معانا هنا.

جورجياس :- حاضر.

سوستراتوس :- ها نقضى  الليلة دى هنا، وبكرة ها نتجوز، والراجل العجوز يا جورجياس خليه يحضر معانا، واحنا ها ناخد بالنا منه هنا وهوه معانا.

جورجياس :- هوه مش ها يرضى يجى يا سوستراتوس.

سوسترايوس :- اتحايل عليه لحد ما يرضى يجى.

جورجياس :- لو قدرت عليه (يدخل جورجياس الى منزل نيمون)

سوستراتوس :- لازم يا والدى دلوقت نشرب خمرة بالمناسبة دى، احسن نوع خمرة، ونقعد طول الليل نحتفل عشان البنتين.

كاليبيدس :- ما هما سكرانيين دلوقتى من الفرحة، احنا اللى نعمله اننا نحتفل طول الليل مع بعضنا كلنا، انا هاروح اجيب لك حاجة انت وعروستك، حاجة تستاهل المناسبة دى.

سوستراتوس :- ماشى يا والدى. (يدخل كاليبيدس الى المعبد)

سوستراتوس :- (يتحدث الى نفسه) الانسان اللى عنده مفهومية، لابد انه ما يستسلمش ابدا فى اى موضوع، اى شئ ممكن الانسان ينوله بالارادة والمجهود، اى شئ، انا دلوقت ها اوضح قصدى، انا فى يوم واحد خلصت موضوع جواز ما كانش حد يصدق ان جوازة زى دى ممكن تتم .

جورجياس :- (يدخل وبصحبته امه والفتاة) يللا ادخلو بسرعة دلوقتى انتوا الاتنين.

سوستراتوس :- الطريق اهوه، (يرفع صوته مخاطبا من بداخل المعبد) ياامى، سلمى على الستتين دول. (المرأتان يدخلان الى المعبد) امال فين نيمون؟

جورجياس :- اصله استحلفنى انى اطلع الستتين برة عشان يكون لوحده خالص.

سوستراتوس :- ايه الراجل الغريب ده؟ انت عاجبك حاله كده؟

جورجياس :- هوه كده، ها اعمله ايه يعنى؟

سوستراتوس :- يللا، عليه الف سلامة، يللا احنا ندخل احنا كمان.

جورجياس :- سوستراتوس، انا مكسوف جدا ... الستات .... وفى نفس ....

سوستراتوس :- ايه اللغبطة دى؟ انت مش ها تدخل والا ايه؟ دول كلهم العيلة، ومن دلوقتى لازم تاخد الحكاية بالشكل ده. (يدخلان معا الى المعبد)

 

سيميخى :- (تقبل من منزل نيمون) انا ماشية من هنا بحق الالهة ارتميس انا كمان، خليك بقى مع نفسك لوحدك، نام هناك، ده انت باسلوبك ده ما حدش يطيقك، لما الناس حبوا ياخدوك معاهم للمعبد، رفضت، طب استلقى وعدك بقة من الاله ديميتر وبنته الالهة بيرسفون، دول ها يعذبوك.

جيتاس :- (يقبل من المعبد ويتجه ناحية منزله) انا ها ادخل هنا واشوف ( مغنى المسرح يعزف على الناى) انت بتعزفلى الناى يا راجل يا مسكين؟ انا لسه ما خدتش حلاوة من حد، دول بعتونى للراجل العجوز اللى راقد هنا، بطل الناى ده.

سيميخى :- (تتحدث الى جيتاس) حد منكم لازم يروح يقعد جنبه، انا بعت الخدامة الصغيرة، قولها تيجى لى، عاوزة اتكلم معاها، اقول لها مع السلامة واحضنها.

جيتاس :- فكرة حلوة، ماشى، انا ها اخد بالى منه بنفسى (سيميخى تدخل الى المعبد) من زمان وانا نفسى فى الفرصة دى، بس لازم ارتب لها كويس.

(السطران التاليان مفقودان)

يا سيكون، اطلع هنا واسمعنى بحق بوسيدون، اما انا عندى فى دماغى حته دين ملعوب.

سيكون :- انت بتنادينى.

جيتاس :- ايوه، انت عاوز تاخد الحاجة اللى انت لسه صارف نظر عنها؟

سيكون :- ان صرفت نظر عن حاجة؟ ايه السخافة دى؟ انت بتقول كلام مش مفهوم.

جيتاس :- الراجل الكبير المتذمر نايم دلوقتى.

سيكون :- وازى حاله دلوقت؟

جيتاس :- مش على ما يرام.

سيكون :- يبقى مش ها يقدر يقف على حيله ويضربنا.

جيتاس :- ده متهيألى مش ها يقدر حتى انه يقف على رجله.

سيكون :- ايه الكلام الحلو اللى انت بتقوله ده؟ انا ها ادخل بقه وها اطلب من الخدامين يسلفونى الحاجات وهوه مش ها يكون دارى بحاجة.

جيتاس :- انت عارف ايه الاحسن؟ اننا الاول نطلعه برة ونحطة هنا، وبعد كده نخبط على الباب،  وبعدين تطلب اللى انت عاوزه من الخدامين ... جته داهية، هوه ده الاحسن، انا شايف كده.

سيكون :- بس انا خايف ان جورجياس يمسكنا وينضف بينا الارض.

جيتاس :- ده زمانه سكران طينة مع الناس جوه المعبد، ما حدش ها ياخد باله، احنا لازم  نخلى الراجل ده يتأدب، ما احنا خلاص بقينا قرايبه وهوه كمان بقى من عيلتنا، ولو عاند واصر على اللى هوه بيعمله، يبقى ما قدامنش الا اننا نأدبه.

سيكون :- وازاى ما يرضاش يتنصح؟

جيتاس :- بس خللى بالك وخليه ما يلاحظش انك ها تشيله وتجيبه هنا قدام باب البيت.

سيكون :- وبعد كده انت ..... استنى هنا، لو سمحت، اوعى تمشى وتسيبنى، واوعى تعمل صوت، يا الطاف الالهه.

جيتاس :- انا مش ها اعمل اى صوت. (يدخلان الى المنزل)

 (عازف الناى يستمر فى العزف حتى يعودان حاملين نيمون)

سيكون :- على اليمين.

جيتاس :- ماشى.

سيكون :- حطه هنا.

جيتاس :- حلو كده؟

سيكون :- حلو خالص، انا الاول ها اخش جوه البيت (الى عازف الناى) وانت خليك معايا عا الايقاع. (يدق على باب نيمون) ياعبد يللى هنا ... يا ولد يا صغير ... يا ولد يا لطيف ... يا ولد ... يا ولد يا صغير.

نيمون :- انا ميت، انا مأسوف عليه.

سيكون :- يا ولد يا لطيف ... يا ولد ... يا صغير ... يا ولد ... يا واولاد.

نيمون :- انا ميت، انا مأسوف عليه.

سيكون :- انت مين؟ انت واحد من اهل البيت ده؟

نيمون :- الظاهر كده، انت عاوز ايه؟

سيكون :- انا عاوز انجر من اسيادك اصحاب البيت، وكروانة.

نيمون :- مين يساعدنى عشان اقدر اقف على رجلى؟

سيكون :- هى الحاجات عندك؟ هى فعلا عندك؟  طب هات لنا كمان سبع حلل، واتناشر طرابيزة، وقول لهم كمان الرسالة دى يا عبد، قول لهم ان انا مستعجل.

نيمون :- ما عندناش حاجة.

سيكون :- ما عندكوش حاجة؟

نيمون :- انت سمعتنى باقولك كده عشر تلاف مرة.

سيكون :- يبقى ما قداميش غير انى اهرب دلوقتى.

نيمون :- انا ايه اللى جابنى هنا بره؟ مين اللى حطنى هنا قدام باب البيت؟ اطلعوا بره من هنا حالا انتم الاتنين.

جيتاس :- طبعا، اكيد.

جيتاس :- يا ولد ... يا ولد يا صغير .... يا نسوان ... يا رجالة ... يا بواب.

نيمون :- انت مجنون؟ انت ها تكسر الباب.

جيتاس :- سلفونا تسع سجاجيد.

نيمون :- منين؟

جيتاس :- وستارة فارسية صوف طولها الف قدم.

نيمون :- آه لو كان معايا حزام دلوقتى، يا وليه يا عجوزة، هى الولية دى راحت فين؟

جيتاس :- يعنى اروح لبيت تانى يعنى؟

نيمون :- امشى من هنا حالا، امشوا انتوا الاتنين، يا وليه يا عجوزة .... يا سيميخى، يارب الالهه كلهم يقصفوا عمرك يا مجرمة، انت عاوز ايه؟

جيتاس :- انا عاوز اخد سلطانية برونز كبيرة بتاعة الخمرة.

نيمون :- مين يقومنى؟

جيتاس :- انت عندك واحدة، اكيد عنك واحدة، انا باتكلم عن الستارة يا والدى، اللى انت ورثتها عن والدك.

نيمون :- ما عنديش حاجة ولا حتى سلطانية الخمرة، انا ها اقتل الولية اللى اسمها سيميخى دى.

سيكون :- اقعد وبلاش برطمة، انت بتتهرب من الناس، وبتكره الستات، وما بتسمحش لينا اننا نوديك للناس اللى بيقدموا الاضاحى، احنا ها نأدبك على كل ده، وما فيش حد هنا عشان يجيرك. جز على اسنانك بقه، اسمع للى باقوله كله كلمة كلمة... (باقى هذا السطر مفقود وكل السطر التالى ايضا) لما الست اللى من عندنا جت هنا، كان فيه احضان وبوس بينها وبين مراتك وبنتك، الطريقة اللى بيقضوا بيها وقتهم هناك حاجة حلوة خالص، ومن بعيد وانا قاعد اجهز المشروبات للحفلة بنفسى للناس، انت سامع اللى انا باقوله؟ ما تنامش.

جيتاس :- ما تنامش والا؟

نيمون :- اه يانى، آه يانى.

سيكون :- انت عاوز تكون هناك معاهم؟ خد بالك من الباقى، ده وقت تقديم التبريكات للاله، الارض اترشت باوراق الشجر والنجيلة، والترابيزات –  كان من الاحسن ان انا نفسى اللى اقوم بعمل ده – انت سامعنى؟ - اتصادف ان انا طباخ، افتكر.

نيمون :- مغفل بجد.

سيكون :- وراجل كان بيرش خمرة باكوس معتقة، خمرة معتقة ممتازة من الابريق المقدس، قعد يرشها على طابور الحوريات، وكان بيقدمهالهم فى دايرة، وراجل تانى كان بيعمل نفس الشئ مع الستات – زى ما تكون وكأنك بتشيل ميه وتدلقها على الرمل – انت فاهم قصدى؟ وواحدة من الخدامات، اتنقعت فى الخمرة ووشها الجميل اللى زى الوردة اتغطى بالخمرة وبدأت ترقص على الإيقاع وهى مكسوفة وفى نفس الوقت مترددة، وواحدة تانية قامت ماسكة ايديها بشويش وقعدت ترقص ...

جيتاس :- آه منك يا راجل يا مسكين، انت لازم تمتع نفسك بالمنظر – ارقص، قوم على رجليك وامشى معانا.

نيمون :- انتوا عاوزين ايه يا ولاد الهرمة انتم؟

جيتاس :- تيجى معانا على رجليك يا غشيم يا فلاح.

نيمون :- لا وحق الالهة.

جيتاس :- يبقى خلاص ما قدامناش الا اننا نشيلك دلوقتى وناخدك بالعافية وندخلك المعبد.

نيمون :- وايه اللى انا ها اعمله؟

جيتاس :- ترقص انت كمان.

نيمون :- طب شيلونى اصلى الظاهر مش ها اخلص منكم.

جيتاس :- ايوه كده خللى عندك شوية عقل، احنا انتصرنا، وانت يا سيكون، ارفع معايا الراجل ده ويللا بينا على جوه. (الى نيمون) خللى بالك دلوقتى، عشان لو ظبطناك تانى وانت بتغير اى حاجة، احنا مش ها نعاملك باللين المرة التانية، خليك متأكد من كده، يللا وادى معانا كمان تاج وشعلة كان واحد عطهوملى.

سيكون :- يللا خد ده.

جيتاس :- (للجمهور) كويس؟ لو كنتم مبسوطين من اللى احنا عملناه مع الراجل العجوز المتعب ده، يبقى يللا صقفوا، الشباب يصقفوا والاطفال يصقفوا والرجالة، على الله الراجل العجوز الحلو ده ابو البنت الحلوة الجميلة – يفضل كده على طول مطاوع.

 

نهاية المسرحية

 

تأليف :- مناندر

ترجمها الى الانجليزية :- بروفيسير . فنسنت روزيفتش

ترجمها الى العامية المصرية :- ممدوح شلبى


 
تمثال نصفى لمناندر