النص الكامل لمسرحية .. سيدة من البحر

 


Susan Sontag
مسرحية من تأليف سوزان سونتاج .
مستلهمة من مسرحية حورية البحر لهنريك ابسن .
 ترجمة:- ممدوح شلبى

سبق لى نشرهذه المسرحية فى مجلة الفنون العدد 84 ,85 فى خريف 2004 


الشخصيات :-
اليدا : السيدة التى من البحر , فى نحو الثلاثين 
هارتويج وانجل : زوجها وهو طبيب المنطقة , فى اواخر الاربعينات
بوليت : ابنة هارتويج الكبرى من زوجته الاولى , فى بداية العشرينات .
هيلدا : ابنه هارتويج من زوجته الاولى , فى نحو الثامنة عشر من العمر .
مستر ارنهولم : استاذ بوليت السابق , فى نحو الثامنة والثلاثين , لكنه يبدو اكبر من سنه , يرتدى نظارة ذهبية وفى يده عصا رفيعة .
الاجنبى : فى منتصف الثلاثينيات , رفيع ذو عضلات مطبوع عليها وشم , وهذا الدور من الممكن ان يؤديه راقص باليه فهو دور صامت .
الديكور : منزل عائلة وانجل وشاطئ بلدة صغيرة على الساحل النرويجى , حيث يظهر لسان بحرى ويمكن رؤيته من المنزل , جميع المشاهد تحدث خارج المنزل سواء فى الفراندة او فى الارض المحيطة بالمنزل , وثمة حديقة يوجد بها حوض اسماك زينة , كما يوجد ممر ينحدر الى شاطئ اللسان البحرى .
الوقت: نهاية صيف عام 1890

المشهد الاول
هارتويج
 ( فى الظلمة , وحيدا على خشبة المسرح )
 لقد اسموها اليدا على اسم سفينة قديمة .
 اسمها ليس مسيحيا .
عاشت وهى صغيرة فى منارة تطل على البحر .
كانت على حريتها وليس وراءها مسؤليات .
 انها ابنة حارس المنارة .
 امها كانت .... مجنونة .
 امها انهت حياتها فى مستشفى للامراض العقلية .
 بعد ذلك غرق والدها , هو الاخر لم يكن طبيعيا .
 ( تخرج اليدا من البحر وجسمها يتقطر ماءا )
وبصفتى طبيب الاقليم , فانا الذى وقعت شهادة وفاته , وبعد ذلك اصبحت اليدا وحيدة .
( اليدا تجفف نفسها وظهرها الى الجمهور )
 انكم تعرفون  كيف يكون حال الفتيات الصغيرات , يمتلأن بالطموح والاحلام , وحتى من نشأت منهن فى النعيم . وهذه الفتاه - مع ماضيها - فقد كانت تقف على الشاطئ وتدع احلامها تسبح مع الامواج .
( تتحرك اليدا الى الجانب البعيد من خشبة المسرح )
لم اكن حلمها , فقد كنت كبيرا جدا بالنسبة لها , ارمل ولديه طفلتان , ومع ذلك فقد جاءت لتعيش فى منزلى , قالت انها تقبلنى بكامل ارادتها , كنت اعرف انها لم يكن لها اختيار , لكننى اردتها , سيدتى التى من البحر , وعدتها ان اعتنى بها , ااخذها واعتنى بها , ولقد جاءت لتعيش معى بعيدا عن البحر , لقد قبلت ان تكون زوجتى , لكننى لم استطع ان اُوقف احلامها . 

المشهد الثانى
اليدا
( الى الجمهور )
عرائس البحر - فى الحقيقة - بشرا اختروا بكامل ارادتهم ان يغوصوا فى مياه المحيط ويغطسوا , وثمة ليلة من كل عام توافق ليلة الثانى عشر , تجد عرائس البحر فرصتها للمجيئ الى الشاطئ , فيخلعون جلود السمك عنهم , عندئذ يظهرون للرائى كأنهم بشرا مثلنا تماما .
هارتويج
 انا لا اصدق هذه الحكاية .
اليدا
والى ان يعودوا لشكلهم كعرائس بحر - فانهم يرقصون ويمرحون على الصخور وفى الكهوف القريبة من الشاطئ سعداءا بكونهم بشرا مرة ثانية , كم يُسعدون انفسهم .
هارتويج
يمارسون البغاء مثل الحيوانات .
 اليدا 
كان يوجد ولد من مزرعة فى ميكلادالور , كان قد سمع الناس يقولون انه فى ليلة تصادف الثانى عشر , فان عرائس البحر تأتى الى الشاطئ بالقرب من القرية , فذهب الولد فى تلك الليلة الى الشاطئ ليرى اذا ما كان هذا حقيقة ام خيال . ثم اختفى الولد خلف صخرة امام احد الكهوف , وبعد ان غربت الشمس , رأى الولد عرائس البحر تسبح من كل الانجاهات وتتجه الى حيث كان يقرفص , وعندما وصلت العرائس الى الشاطئ خلعوا جلودهم ووضعوها على الصخور , لم يصدق الولد ما يراه , لقد كانوا يشبهون الناس تماما .
هارتويج
خرافات وحواديت
 اليدا
 كانوا ناسا عاديين , منهم السمين والرفيع , الكبير والصغير , الطويل والقصير , عاديين تماما فيما عدا واحدة , لم يكن لها مثيل فى جمالها .
هارتويج
 ارأيتم ؟
 اليدا
لقد رأى الولد اجمل امراة فى حياته , خرجت المرأة من الجلد ولاحظ الولد المكان الذى وضعت فيه جلدها , كان خلف صخرة قريبة , فتسلل الولد واخذ الجلد وعاد به الى مكان اختباءه .
هارتويج
انها تصر على قص هذه الحكاية .
 اليدا
ظلت عرائس البحر ترقص طوال الليل , لكن ما ان بدأ ضوء الصباح حتى عادوا الى جلودهم , ولم تجد عروس البحر الجميلة جلدها , فلطمت بيديها وناحت لان الشمس اوشكت على البزوغ , عندئذ , وقبل ان تشرق الشمس , تشممت المرأة رائحة جلدها , فتوسلت الى الولد ان يعيده لها , لكنه ابتعد به , فكان لابد لها ان تتبعه , فتبعته طوال الطريق الى المزرعة ,
هارتويج
 ارأيتم ما سيحدث ؟
 اليدا
 تبعته الى منزله , وتبعته الى فراشه , كانت امراة عادية , وكان الولد بالغا , فاتخذها زوجة , ولقد احبته , وانجبا اطفالا , لقد كانت نعم الام لهم , وخاصة اول ابناءها , كان ولدا صغيرا عيونه كانت غريبة , كانت بلون ابيض مزرق , وبالنسبة لزوجها فقد كان حريصا الا يدعها تصل الى جلدها , فقد كان يحتفظ به فى خزانة لها قفل , وكان دائما يحمل معه المفتاح اينما ذهب .
هارتويج
 سيحدث شئ ماساوى الان , كان الرجل الذى من ميكلادالور سعيدا مع زوجته عروس البحر , ولكن السعادة لابد لها من نهاية .
 اليدا
 ذهب ذات يوم للصيد مع احد رجال القرية , وبينما هو فى عرض البحر يشد الشباك , احتكت يده بالحزام الذى كان يعلق فيه المفتاح دائما , فجن جنونه عندما اكتشف انه نسى المفتاح فى المنزل , فبكى بحسرة وهو يقول , ساكون هذه الليلة بدون زوجة , وجدف الى البلدة باسرع ما يمكن , وهرول الى منزله , ولكنه لم يجد زوجته , وتأكد له انها رحلت , فقد رأى الاطفال يجلسون هادئين بمفردهم بالمنزل والنار مطفـأة , والسكاكين وكل الاشياء الحادة مغلق عليها , لقد قامت الزوجة بذلك حتى لا يُوذى الاطفال انفسهم .
هارتويج
ونعم المرأة المسؤلة
 اليدا
 وبلا شك , فان الزوجة ما ان رأت المفتاح حتى فتحت الخزانة , وما ان رأت جلدها حتى اخذته , وبعدئذ نزلت الى الشاطئ تجرجر جلدها , وغاصت فى البحر , ويوجد مثل شعبى مستلهم من هذه الحادثة يقول , لم تستطع السيطرة على نفسها , كأنها عروس بحر وجدت جلدها .
هارتويج
 لم تستطع السيطرة على نفسها ؟ !! انها لم تكن تحبه , هذا كل ما فى الامر .
 اليدا
 عندما غاصت فى البحر , لقيها عروس البحر خلها , فسبحا معا مبتعدين , فطوال هذه السنين كان خلها ينتظرها لكى تعود اليه .
 هارتويج
 ارايتم ؟! , انها لم تحب زوجها ابدا .
 اليدا
 وبالنسبة لاطفالها من الرجل الذى من ميكلادالور , فانهم عندما ينزلون الى الشاطئ , فان عروس البحر تكون هناك قريبة من الشاطئ تشاهدهم , ويعتقد كل الناس انها امهم .
هارتويج
 انها ايضا لم تحب الاطفال ابدا
 اليدا
 ( تخاطب هارتويج مباشرة للمرة الاولى ) كيف لك ان تستهزأ باسطورة ؟
هارتويج
 باردة مثل البحر


 المشهد الثالث 
 اليدا
 ( بمفردها على خشبة المسرح ) انه يقول الآن اننى باردة , وكان من قبل يظن اننى ضائعة او مجنونة مثل امى , لكنه الآن , ولاننى لن ادعه ياتى الى فراشى , فانه يقول اننى باردة , انه يلومنى , وبعد ذلك يقول انه لا يلومنى , لا , ليس على الاطلاق , انه صادق وامين معى ليس اكثر , انه يخبرنى فقط بما يشعر به , وانا اريد منه ذلك فعلا , انا فعلا اريده ان يفعل ذلك , نعم , لان الصدق هو الاساس لبناء علاقة صحية , وانا موافقة بالطبع , لانه رجل , ولانه اكبر منى , ولانه زوجى , ولانه طبيب . وماذا اعرف انا عن الصحة الجيدة ؟ . وماذا اعرف عن العلاقات الانسانية .... لا شئ .. لا شئ ... لا شئ , انه يلومنى لانى لا اشاركه الفراش , ويلومنى لاننى لا اتحدث معه , لكنى لا اعتقد انه يحب قصصى , اننى اراه يتطلع لى مندهشا ومتسائلا , هل صارت مثل امها ؟ .
 بعد ذلك يدعونى ان آخذ اقراصا , تخيلوا روشتة دواء لحورية بحر نصف ميتة ( تتمدد على الارض ) انه لا يحب ان اكون صادقة وامينة , وعندما اقول له اننى احيانا لا اعرف اين اكون , ان هذا يقلقه , وهذا ما لا احب ان افعله , لكنه ينسى قلقه بمجرد ان اجلس واستمع اليه , انه يتحدث عن الدواء وعن مرضاه وعن الناس الاخرين فى البلدة , اننى اتركه يتحدث عن زوجته الاولى المتوفاة , ام بناته , اننى لا اغار منها . ( تلعب بصدفة بحرية وتضعها على اذنها ) اننى احب ان استمع اليه , لكننى احيانا يفوتنى الاستماع , فانا اكون مشغولة بالتفكير فى العواصف وفى السكون وفى الليالى حالكة السواد فى البحر , وفى البحر عندما تلتمع صفحته فى الايام المشمسة , ان هذا ليس كما احدثه عن عرائس البحر التى ترقد هناك فى الخارج على الصخور تحت شمس الظهيرة , والحيتان والدلافين والنوارس والنسور , وكل الطيور البحرية الاخرى , اننى احاول , لكنه يعتقد .. اوه انها ترى خيالات , ان لديها حاسة فنية , انها فنانة ولا ريب , لقد قرر ان يجعلنى اتخذ الرسم هواية لى , ولقد اهدانى فى عيد ميلادى الاخير حاملا للوحات وبعض الفرشات والوانا زيتية واقمشة ولوحة الوان ( تلوح بيدها فى الهواء كما لو انها ترسم ) وفى اليوم التالى , خرجت الى ربوة عند البحر ورميت كل هذا فى الماء .
 اننى بلا حيلة , مخلوقة بحرية بائسة تم اصطيادى , واعيش حياتى كزوجة لرجل من البشر فى عائلة آدمية , اننى سابدو بالطبع كما لو اننى مجنونة , او اننى سابدو كما لو اننى - او كما يمكن ان يبدو على - فنانة , او اننى ساكون شبيهة بشخص يتعاطى المخدرات , انه يعطينى دواءا لكى يجعلنى اهدأ .  


 المشهد الرابع 

هارتويج 
 ماذا تتوقعون منى ؟ انا لست شخصا فذا , اننى طبيب واليدا مريضة , ولكن مرضها ليس عاديا , ولا يوجد دواء عادى يمكن ان يشفيها , اننى عالم , لقد سمعتم عن نظرية التطور , اليس كذلك ؟ , وبالرجوع الى احدث نظرية , فان الحلقة الاولى فى سلسلة التطور التى ادت الى ظهور الانسان , كانت البيئة البحرية . الان اسألوا انفسكم , اننى اسأل نفسى , هل لا زالت توجد آثار على هذا فى عقل الانسان , فى بعض العقول البشرية ؟ . لو كنت متشائما لربما قلت ان التطور فى عنصر البشر كان تدهورا فى سلم الترقى منذ البداية , ذلك ان البشر لابد لهم ان يتطوروا مثل الكائنات البحرية , لكننا كبشر لا نتطور , اليس كذلك ؟ . اننا حيوانات ارضية بائسة , اليس كذلك ؟ , الم تلاحظوا ان الناس الموجودين هنا فى الخارج والذين نشأوا فى بيئة بحرية مفتوحة , مثلهم مثل الناس الاخرين سواء بسواء , فهم يختلفون عن الناس الاخرين ؟ , كما لو انهم عاشوا حياة البحر , فمعتقداتهم ومشاعرهم تاتى من الامواج , من المد والجزر , ربما توجد ثمة خطيئة فى نقل اليدا من الجزيرة واحضارها هنا الى الشاطئ . ( فترة صمت ) .
 انها هوائية جدا , اعتدت على الظن بان هذا ربما من والدتها وطفولتها الطليقة , معتقدات مريضة , لا , ان هذا فطرى , اننا لا نعتقد انه من الغريب ان ننتمى الى الارض , كيف حدث هذا ؟ , كيف تأتى لنا ان ننتمى الى الارض الجافة ؟ , لماذا لم ننتم الى الهواء ؟ , او الى البحر ؟ , التشوق فى امتلاك اجنحة , والاحلام الغريبة حيث يستطيع الفرد ان يطير ولا يمثل هذا ادنى غرابة , الا يوحى هذا بشئ ؟ , كذلك فان هناك اناسا يعتقدون انهم ينتمون الى البحر , اما بالنسبة الى اليدا , فانها منشقة , انها تحب ان تنتمى لى لكى تكون ادمية .. انها ليست مجرد عروس بحر , فعروس البحر دماءها باردة , خالية من المشاعر والعواطف , آه يا اليدا !! اننى استطيع علاجها اذا كانت ترغب فى الشفاء , آه لو كنتم تعرفون فقط مقدار الصعوبة التى تلقى على عاتق الطبيب حين يشخص حالة مريضة تكون عزيزة عليه كل هذه المعزة .


 المشهد الخامس 

( ركن المسرحية الاول ) ( بوليت وهيلدا )
هيلدا
 انها ان تكون ابدا واحدة منا
 بوليت
 انها مريضة
 هيلدا
 انها مجنونة
 بوليت
  كيف تجرؤين على قول هذا ؟
 هيلدا
 ابى مجنون , هو فقط الذى يفكر فيها .
 بوليت
 انها مريضة
 هيلدا
 انها لن تكون امى ابدا
 بوليت
 اوه , تادبى يا هيلدا من فضلك من اجل خاطر ابى
 هيلدا
 لم لا اكون قليلة الادب , اننى احب ان اكون قليلة الادب .
 بوليت
 لان هذا سيئ .. ولان .. لانك لن تكونى سعيدة ابدا .
هيلدا
 وهل اذا كنت مؤدبة , هل ساكون سعيدة ؟ مثلك .. فانت مؤدبة .. هل انت سعيدة ؟ .
 بوليت
 انا لا اهتم بنفسى , اننى اهتم بابى وبك , انت طفلة شنيعة .
هيلدا
 لقد كنت سعيدة قبل مجيئها , يارب تموت , وسوف اعود الى حالتى كما كنت من قبل , سنكون انا وانت وابى فقط , ان ابى لا يريد زوجة ثانية , ان لديه بنتين , انا وانت , قولى لى يا بوليت , اصدقينى القول , الا تتمنين لها ان تموت ؟ .


المشهد السادس 

 ( اليدا تروح وتجيئ , وهارتويج راقد كما لو كان ميتا فوق ضريح )
 اليدا
عندما يموج البحر
وعندما يجد النورس نفسه مسحوبا الى قمة موجة
فاننى اطير بلا عائق
فالامواج تحملنى الى اعلى واسفل
والبحر يقتل من يقاوم
والربان الذى يحتج , فان البحر يقتله
 ثمة ضوء وليد آت من الشمال
انه ضوء الصباح يكشف اللسان البحرى
ايام بليدة .. ايام جافة
سمكة زينة فى البركة تموت فى الماء الآسن
فلقد ابتعدت عن البحر
البحر المفتوح الطليق
وثمة مخلوق بحرى يبحث عن ذيلى


 المشهد السابع

( ركن المسرحية الثانى - بوليت وهيلدا )
 بوليت
 ( تتطلع الى البعيد ) انه ابى
 هيلدا
 معها ؟ لا اريد ان ارى
 بوليت
 لا , انه مع مستر ارنهولم
 هيلدا
 ياله من عجوز ممل , لماذا يزورنا ؟ لقد رحل منذ خمسة اعوام وفجأة يعود بالباخرة منذ يومين ودون حتى ان يقول متى سيرحل.
 بوليت
 هيلدا , انت تعرفين اننا ننتظره , انه صديق والدنا وهو فى زيارة .
هيلدا
 انت التى تنتظرينه , انت تحبينه , هذا العجوز القبيح .
 بوليت
 بالطبع انا احبه , لقد كان مدرسى , اننى احترمه , انه قرأ العديد من الكتب , لذا فمن الصعب عليه ان يضيع حياته فى بلدة صغيرة مثل بلدتنا , انه يريد ان يرى العالم , لملذا يتوجب على رجل مثله ان يعيش بالطريقة التى نفعلها والتى لا تنتمى بتاتا الى ما يدور فى العالم , انه اراد ان ينطلق ولقد حقق ما اراده , هل تعرفين اين امضى كل هذه الاعوام ؟ تخيلى !! ايطاليا .
 هيلدا
 ممل وقبيح وعجوز
 بوليت
 انه ليس عجوزا , انه فى الثامنة والثلاثين فقط
 هيلدا
 هل تعرفين ماذا اكتشفت فى ارنهولم امس عندما كنا نتغدى ؟
 انه بدأ يصلع من اعلى رأسه
 بوليت
 انا متأكدة ان هذا ليس حقيقيا
هيلدا
 انت لا تريدين ملاحظة ذلك , انك لا تريدين ملاحظة اى شئ فيه , لقد كنت على علاقة حب معه عندما كان مدرسك .
 بوليت
 ( تضحك ) مستر ارنهولم ؟
هيلدا
 وكذلك فحول عينيه تجاعيد ايضا , كلتا العينين , ثم لماذا يمشى بعصا اذا لم يكن عجوزا ؟
بوليت
  انا ومستر ارنهولم لم نكن فى علاقة حب , يا لها من فكرة , كيف تجرؤين على قول هذا ؟ انا كنت طفلة , لقد كنت معجبة به , وهذا طبيعى , انه نفس الاعجاب الذى نكنه لابى .
 هيلدا
 نعم , انه صغير الجسم مثل ابى على الرغم من انه ليس رقيقا .
 بوليت
  صه , انهما قادمان الان .
 هيلدا
  اسمعى , اننى اعرف عما يتحدثان , انهما يتحدثان عنها .


 المشهد الثامن 

 ( ارنهولم وهارتويج عائدان من التمشية على الشاطئ وها هما يتجهان الى الفراندة )
  ارنهولم
 زوجتك ليست موجودة فى المنزل ؟
 هارتويج
  انها فى المنزل بالطبع , اين يمكنها ان تذهب ؟ ستكون هنا حالا , انها تاخذ حماما على الشاطئ هناك , فهى تذهب لتغوص فى البحر بمعدل مرة كل يومين ومهما كان الطقس .... ستكون هنا حالا .
  ارنهولم
 اذن فهى ليست مريضة .
 هارتويج
 ليس مرضا , ليس فى الحقيقة هكذا ... لكن ... هناك شئ غريب ينتابها بين الحين والاخر .
 ارنهولم
 على الغداء بالامس , بدت هادئة تماما .
 هارتويج
 نعم , كانت هادئة فعلا , انها سريعة التغير , ان اهل البلدة لا يفهمونها ابدا .
 ارنهولم
وماذا عنك يا عزيزى الطبيب ؟ , فلا يبدو عليك اى تغيير بالنسبة لى , لكن بناتك , يا لهما من بنتين , انهما تسران العين , انهما كبيرتان جدا الان , لقد اصبحت الانسة بوليت مدهشة , كذلك هيلدا .
هارتويج
  نعم .. اننى محظوظ جدا فى عائلتى , اننى اعرف ان الحزن لم يتوقف ابدا على الملاك الذى رحل عنا , انهما تعرفان ماذا تمثل لى عزيزتى السيدة التى من البحر , وكيف انه من المهم ان تكون حياتنا العائلية متوافقة , وبجانب ذلك , وكما ترى , انهما ليستا طفلتين الان , فبوليت اصبحت شابة ناضجة فعلا , وبالنسنة الى هيلدا , وعلى الرغم من انها تتصرف احيانا بطفولية , فانها اوشكت على النضوج .
 ارنهولم
 نعم , الانسة بوليت فعلا شابة ناضجة جدا , اننى اظن انها ستتزوج قريبا .
هارتويج
 آمل ذلك , على الرغم من انه لا يتوافر الكثير من الشباب ممن يستحقونها .... ان بلدتنا الصغيرة لا تكاد تعمر الا فى الصيف فقط .
 ارنهولم
 وماذا عنك ؟ هل تعتقد انك ستمكث هنا ؟
هارتويج
 نعو , لم لا ؟ انا مولود هنا .
 ارنهولم
الم تكن لديك الرغبة فى اطفال من زوجتك الثانية ؟
هارتويج
 لقد رزقنا الله بولد صغير منذ ثلاثة اعوام , لكنه لم يعش , ومنذئذ .... ( فترة صمت ) اخبرتنى اليدا انه لم يكن ولدا حقيقيا , واننا اذا احتفظنا به فلا بد له ان يموت , لقد الزمنا بان نجعله فى البحر طول الوقت , بعدئذ مات .
 ارنهولم
 لكن الفرصة لن تفوتك للحصول على طفل آخر .
هارتويج
 لا , لقد اخبرتنى انها لن يكون لهل طفل آخر ابدا .
 ارنهولم
هذا غير طبيعى بالمرة ... ما الذى حدث ؟
 هارتويج
 وحتى عندما رغبت انا فى ان نذهب بعيدا لبعض الوقت .. نقوم برحلة .. قلت لها , رحلة بحرية طويلة , فهى لم تقم باى رحلة فيما عدا الرحلات القصيرة الى اللسان البحرى , لكنها قالت انها لا تريد رحلات , فهى ترى البحر هنا , وقالت هذا كاف , كما لو ان البحر هو زوجها وليس انا , لقد ابعدتها عن البحر , بعض المخلوقات لا يمكنها ان تنتقل الى بيئة جديدة , انهم ضعاف .. او انهم متأقلمون , اليدا حاولت ان تؤقلم نفسها , لكنها لا تقدر ( فترة صمت ) هل تعرف ماذا قالت لى عدة مرات ؟ قالت لو ان البشر لو مرنوا انفسهم من البداية على المعيشة على البحر او فى البحر , فان حالهم سيكون رائعا , سيكونون اسعد وافضل حالا .
ارنهولم
هل هى تعتقد ذلك فعلا ؟
هارتويج
 نعم , انها غالبا ما تحدثنى فى هذا ( يمكن الاستغناء عن هذا الجواب بايماءة )
 ارنهولم
 وانت ؟ ماذا تعتقد ؟
هارتويج
( مستسلما ) انا ايضا اعتقد ذلك .
ارنهولم
( فرحا ) حسنا , ربما , ولكن ما جدوى هذا ؟ اننا اصبحنا خلائق ارضية ولسنا خلائق بحرية , دعنا نقول اننا سلكنا جميعا الطريق الخطأ , ولكن هذا ما حدث منذ الازل والى الابد . ( تدخل اليدا , وشعرها المسدل مبلل )
اليدا
 نعم , انكما تقرران حقيقة ماساوية , انا اعتقد ان كل انسان يشعر بشئ من هذا , ويملاه شعور بالاسف والندم , صدقنى يا مستر ارنهولم , ان هذا هو السبب الاساسى لتعاسة البشر , صدقنى ان الامر كذلك .
ارنهولم
 لكن يا عزيزتى مسز وانجل , انا لم الحظ ان الناس تعساء الى هذا الحد , على العكس , اذ يبدو لى ان معظم الناس يعيشون حياتهم بيسر وسعادة , انه امر بسيط .... الحياة .... عندما يعرف الانسان ماذا تعنى الحياة .


 المشهد التاسع

 ( الزاوية الثالثة للمسرحية - بوليت وارنهولم يتمشيان معا امام الستارة - ارنهولم يحمل ازهارا )
بوليت
  انا لم اذهب الى اى مكان ابدا .. صف لى العالم الحقيقى .
ارنهولم
ان العالم الحقيقى هنا .
بوليت
 لا , انه ليس هنا , كيف تقول هذا ؟ اننا هنا نعيش بعيدا عما يحدث , مثل اسماك الزينة الموجودة فى البركة هناك , ان اللسان البحرى ليس بعيدا عنها , حيث اسراب الاسماك تروح وتجيئ على حريتها فى البحر , اما الاسماك المستأنسة البائسة , فانها لا تستطيع الانضمام اليها , اننى واحدة من هؤلاء , من اسماك الزينة .
 ارنهولم
 انك بالنسبة لى شابة محبوبة يا آنسة بوليت
 بوليت
 لا يجب عليك ان تدعونى آنسة لمجرد اننى اصبحت كبيرة الآن .
ارنهولم
 ولكن يا آنسة بوليت ... اننى ...
بوليت
 اسمى الانسة سمكة زينة .
 ارنهولم
 الهذا الحد انت غير مرتاحة ؟
بوليت
هل وجدت اى اختلاف ؟ لقد مضت خمس سنوات , ومع ذلك فانا كما كنت , تستبد بى الاحلام والامانى .
 ارنهولم
 بالرغم من اننى رجل واكبر منك سنا ومدرسك , فاننى لا يسعنى ان افهم احلامك كفتاة .
بوليت
 خيبت املى .. هل هذه الزهور لى ؟
 ارنهولم
 بالطبع
 بوليت
 لا , انها ليست لى , انها ل...
 ارنهولم
 بل هى لك , ثقى فى كلامى , وبالنسبة لامك فقد احضرت .....
بوليت
 انا لم افكر فيها ابدا كامى , اننى لا اتحمل ان ارى ابى يهزأ بنفسه معها .
 ارنهولم
 هذا هو العالم الحقيقى .
 بوليت
 انا مضجرة , اريد ان اخرج من هنا .
 ارنهولم
 ثقى فى كلامى .
 بوليت
 بالطبع
 ارنهولم
 اين والدك ؟
بوليت
 الم تر مركبه الصغير وهو يتجه الى اللسان البحرى ؟
ارنهولم
 لقد رايت مركبا صغيرا اخضر ذا شراع , نعم
 بوليت
 هذا مركب ابى بالتاكيد , انه ذاهب لزيارة المرضى فى الجزر .
 ارنهولم
 انظرى الى المنظر , انه بديع اليس كذلك ؟
بوليت
 الابدع منه عند جبل بايلوت , بعيدا هناك ...
 ارنهولم
 اننى احب ان اذهب لاراه , هل يوجد طريق اليه ؟
 بوليت
 للاسف لا
( الجمل الحوارية التالية تكرار لما سبق )
 ارنهولم
اين والدك ؟
 بوليت
 انا لم افكر فيها ابدا كامى .
 ارنهولم
بالطبع
 بوليت
 خيبت املى .
 انا مضجرة .
 اريد ان اخرج من هنا .
 انه بديع , اليس كذلك .
 انا لم اذهب الى اى مكان آخر ابدا .
ماذا يبدو عليه العالم الحقيقى ؟ .
انه ذاهب ازيارة المرضى فى الجزر .
 انا سمكة زينة .
هذا هو العالم الحقيقى .


المشهد العاشر 

( قد يكون من الاوفق وجود سرير على هيئة سفينة )
 اليدا
تعزلنى الجبال العالية .
 فلا ارى من البحر الممتد الواسع الا اللسان البحرى .
 اننى اسميه بحرا , لكنه ليس بحرا .
 البحر الممتد الواسع .
 انى استحم كل يوم فى الماء الآسن العطن للسان البحرى , واسميه بحرا .
هذا آخر الصيف وظلمة الشتاء آتية .
 هذا نهار صيفى , ستعقبه ظلمة تامة .
 زوجة ميتة .
زوجة ثانبة .
 حياة جديدة .
حياة ميتة . ظلمة الشتاء آتية .
 والخلائق تنزوى وتنسحب .
 وثمة شئ سيحتوينى كلية .
 شئ لا اول له ولا آخر .
شئ استطيع ان اسبح فيه .
 اسبح بعيدا بعيدا جدا .
 ام فى الماء ... الماء بداخلى .


المشهد الحادى عشر

( بوليت وهيلدا يضعان المنضدة للغداء فى الفراندة )
 بوليت
 ضعى المنضدة
 هيلدا
 اقلبى المنضدة
 اليدا
 دعونى اساعدكما , انكما تقومان بكل شئ فى المنزل , اننى استطيع المساعدة ايضا .
بوليت
ضعى المنضدة
هيلدا
 اقلبى المنضدة
 اليدا
 لكننا نشترك فى اشياء كثيرة , انتما تحبان اباكما , وكذلك انا .... دعونا نكون اصدقاء .
 بوليت
 ضعى المنضدة .
هيلدا
 اقلبى المنضدة
 ( يدخل هارتويج )
هارتويج
 بيتى , اسرتى ( هيلدا تُسقط طبقا , وبوليت تتردد وبعدئذ تُسقط طبقا هى الاخرى )
 اليدا
 بيت !! اننى احلم بان يكون بيتى ( فترة صمت ) اننى بلا جذور فى بيتك يا هارتويج .
 هارتويج
 يا بنتاى
 اليدا
 بنتاك لا تقبلانى
 بوليت
ضعى ...
 اليدا
 انهما كبيرتان الان ويقومان بكل اعمال المنزل واذا رحلت عنكم غدا , فلن احتاج ان اُوصى احدا بعمل شئ
 هيلدا
 اقلبى
 اليدا
 ليس لى ما اقوم به فى هذا المنزل .
هارتويج
 انت نفسك كنت تريدين هذا .
 اليدا
لا , لا , انا لم ارد ولا اريد شيئا كهذا , الامر يبدو كما لو اننى اترك الاشياء على نفس الحال الذى وجدتها عليه منذ اول يوم جئت فيه الى هنا , انه انت الذى اردت هذا .
 هارتويج
 لقد كنت احاول بذل ما استطيع من اجلك .
 اليدا
 نعم , اعرف ذلك , ولكن ثمة ثمن لهذا ايضا , وابتداءا من الان فلن تكون لى اية رابطة بشئ هنا , لا شئ يدعم وجودى , لا شئ يساعدنى .
ساعدنى
 فلو اننى استطعت مساعدتهم , فسوف اكون اما .
بوليت
 اقلبى
 اليدا
 ما الذى تريده الام ؟ انها تريد الا تقع بناتها فى نفس الاخطاء التى سبق لها ان وقعت فيها  صديقك مستر ارنهولم
( يحدث شئ للمائدة , انها تتفكك فى يد بوليت وهيلدا )


المشهد الثانى عشر

 ( هذا القصيد الشعرى قد تلقيه هيلدا بمفردها , وقد تشترك بوليت وهيلدا معا فى القاءه , مقطع لبوليت ومقطع لهيلدا , وهكذا )
 القصيد الشعرى
- اين كنت يا حبى الكبير الضائع طيلة سبع سنين واكثر ؟
- جئت من اجل الوعود السابقة التى وعدتنيها فى السابق
- امنع لسانك ان يفوه بالوعود السابقة , لانها ستلقى الصد منى .
 امنع لسانك ان يفوه بالوعود السابقة , الا ترى انى صرت زوجة ؟
 - استدار لليمين ولليسار وحول نفسه , ودمعه المدرار اعماه ان يرى
 - لن اطأ ابدا بقدمى تربة النرويج , الا اذا كنت آتيا لاجلك .
ربما لى فيما وراء البحر ابنه ملك .
 ربما لى ابنة ملك ,
 لكننى اياك لم احبب
- لو لك فيما وراء البحر ابنة ملك ,
 فلاجل هذا المجد كنت تسعى ,
ولا اقل من هذا لمثلك . لانك كنت تعرف اننى لا شئ .
 - انى على بنت الملك لا آسف ,
 لانى طول الوقت كنت اشتاقك .
 انى على بنت الملك لا آسف ,
 اذا ما وهبت عمرك لى
- لو اننى غادرت زوجى
وغادرت ايضا طفلتى
 الى اى ارض ستاخذنى
لو كان لابد لى ان اذهب معك .
 - ان لى فى البحر سبع مراكب ,
وثامنة اوصلتنى ها هنا ,
وعندى من البحارة الاشداء عشرون ,
يعزفون طول الوقت اعذب الالحان .
- جلست كثيرا تهدهد ابنتيها ,
تحضن وتكثر القبلات ,
وداعا جميلا يا بنات ,
وداعا جميلا .. وداع
 - حين نزلت الى المركب ,
لم تشاهد اى بحار عليه ,
لكنها رات الشراع من حرير لازوردى ,
 والسوارى من ذهب وألماس ,
ما كاد يبحر المركب بها , ما كاد ,
حتى تغيرت الظروف والاحوال ,
 رات الكآبة فى جبينه ,
ما عاد انسيا, انما
عملاق ,
ما كاد يبحر المركب بها ما كاد ,
حتى شاهدت رجليه,
مشقوقين ,
والبحر ردد لطمها
-قال يامرها ... كفى عن اللطم, كفى ,
دعينى الان اولد من نحيبك ,
 ساريك كبف تنمو ,
على شطآن ايطاليا الزنابق ,
 - سالته ما تللك التلال البهيجة , تحت شمس حانية ؟
 - قال يثنيها ( تلال السماء ) , لست جديرة بان تطئيها .
- سالته ما هذا الجبل الكئيب ,
الموحش بالصقيع وبالجليد ؟
 - رد عليها قائلا انه جبل الجحيم ,
مثوانا لابد الابدين .
ضرب بيده اعلى السارى هشمه ,
وضرب بكوعه جذع السارى كسره ,
 فانشقت المركب ,
وفى قاع المحيط استقرت بقاياها .


 المشهد الثالث عشر 

 ارنهولم
قولى لى بصراحة , بصراحة تامة , هلى يوجد شئ هنا يجبرك على البقاء ؟
 بوليت
 يجبرنى ؟ لا , لا يوجد شئ .
 ارنهولم
 لا شئ ؟
بوليت
 لا شئ . ابى طبعا , صلتى بابى وهيلدا ايضا , لكن ...
ارنهولم
حسنا , بالنسبة الى ابيك , فلابد ان ترحلى عنه ان ’جلا او عاجلا , وكذلك هيلدا , سياتى يوم وتشق طريقها .... ولكن خلافا لهذه الامور , هل لا يوجد شئ هنا يجبرك على البقاء يا بوليت ؟
بوليت
 لا شئ , اننى استطيع الرحيل فى اية لحظة , الا اننى لا استطيع الرحيل , الى اين ساذهب ؟ ثم ان ابى لن يدفع لى كى ارحل واعيش بمفردى .
 ارنهولم
حسنا , حسنا , عزيزتى بوليت انت سترحلين معى .
بوليت
( تصفق بيدها ) معك يا مستر ارنهولم ؟ .... يا رب السماوات هذا مدهش .
 ارنهولم
 هل تثقين فيً تماما ؟
 بوليت
 نعم
 ارنهولم
 وهل تثقين فى نفسك , وبانك ستحققين مستقبلك حتما وبلا اعذار وانت بين يدىً ؟
 بوليت
 بالطبع , لماذا لا اثق بك ؟ لقد كنت استاذى السابق , اقصد استاذى فى السنوات الماضية .
ارنهولم
ليس بسبب ذلك , لكن ... حسنا اذ , فانت فعلا غير مرتبطة يا بوليت .... فلا يوجد شئ يقيدك ...... لذلك فانا اسألك , هل تقبلين ان ترتبطى بى ؟
 بوليت
( تخطو الى الخلف فى فزع ) ماذا تقول ؟
 ارنهولم
 هل تقبلين ان ترتبطى بى يا بوليت ؟ ان تكونى زوجتى ؟
بوليت
 لا , لا , لا , هذا مستحيل , مستحيل تماما .
 ارنهولم
 هل من المستحيل بالنسبة لك ان .....
بوليت
 انت بالقطع لا تقصد ما تقوله يا مستر ارنهولم ؟
 ارنهولم
 بل اقصده , فكما ترين , ان انسانا مثلى ليس شابا جدا , عندما ينظر فى حاله , ويرى شابة سبق له ان عرفها , وتخيل ان هذه الشابة كان سلوكها معه ينم عن حب , وسواء كان الامر حقيقة ام خيال , فانه يغمرنى بالسعادة , وهكذا .... انه جعل الحياة تدب فى كيانى , وجعلنى اهيم بك حبا .... ولقد فكرت اننى لابد ان آتى , وان اراك ثانية , واخبرك باننى اشاركك المشاعر التى تخيلت انك تكنينها لى.
بوليت
 لقد تغير الحال الان بعد ان عرفت اننى لم اكن كذلك , لقد كان سوء تفاهم شنيع .
 ارنهولم
لم يختلف الامر يا بوليت , ان صورتك والتى احملها بداخلى عنك , ستتلون دائما وتنطبع بتأثير سوء التفاهم هذا الذى ايقظنى .
بوليت
 كيف حدث هذا ؟
 ارنهولم
 ولكنه حدث , والان بما اننى اخبرتك به , فماذا ترين ؟ الا يمكنك ان تغيرى رايك وتوافقى على الزواج بى ؟
بوليت
 لا , لا , هذا مستحيل يا مستر ارنهولم , ان كل ما كان يربطنى بك هو انك استاذى , ولم افكر فى اى شئ اخر .
 ارنهولم
 اذن , فان قرارك ان تمكثى هنا فى هذه البلدة وتدعى ايامك تنقضى .
بوليت
 لا , لا , يا له من عذاب ....
 ارنهولم
 ( مستدركا ) وترفضين كل شئ تشتاقين اليه ؟ وانت تعرفين انها اشياء كثيرة جدا , ولكنك لن تفهمى ابدا اى شئ منها . فكرى فى الامر مليا يا بوليت ( بوليت صامتة ) وبعدئذ , عندما يرحل والدك , فانك ستجدين نفسك بلا حيلة ووحيدة فى العالم ..... او انك ستعطين نفسك لرجل اخر وربما لن تكونى محبة له .....
 بوليت
 نعم
 ارنهولم
 نعم ؟
بوليت
 ( مترددة ) ربما لن يكون الامر هكذا .... مستحيل بعد كل هذا .
 ارنهولم
 ماذا يا بوليت ؟
بوليت
 واذا وافقت عليك .... ما هو عرضك لى ؟
 ارنهولم
 اولا وقبل كل شئ .... ستكونين زوجتى .
 بوليت
 ( تشير بالموافقة )
 ارنهولم
 اوه , اشكرك يا بوليت , سترين , سابقى مطيعا لك .
بوليت
 وهل ستجعلنى ارى العالم , هل تعدنى بذلك ؟ وهل ستعلمنى كل شئ اريد ان اتعلمه ؟
 ارنهولم
 اعدك
 بوليت
 انك تجعلنى اتخيل نفسى حرة , واننى اخرج الى العالم الواسع , وانى غير قلقة على المستقبل , ولا متوجسة من الامور المعيشية التافهة
 ارنهولم
 لا , لن تحتاجى ابدأ ان تهدرى لحظة من عمرك فى التفكير فى هذه الاشياء , وستكون حياتنا معا لطيفة يا بوليت .... اليس كذلك ؟ اليس كذلك ؟
بوليت
 نعم يا مستر ارنهولم ..... ستكون كذلك بالتاكيد .


المشهد الرابع عشر

 ( الركن الرابع للمسرحية ) ( هيلدا تحمل دلو ماء , او انها تسحبه على بكرة من بئر ) ( تلعب بالماء , تحمم نفسها وتسكبه على الارض )
 هيلدا
 للبحر تاثير مغناطيس
 هذا ما اريد ان اكونه
 غلاسه
 ( تثير ضجة وضوضاء .... تقهقه )


  المشهد الخامس عشر

 ( اليدا والاجنبى على خشبة المسرح معا )
اليدا
 ( الى الجمهور )
 انه يقول مساء الخير يا اليدا
( الى الاجنبى )
 اوه يا عزيزى ... هل عدت اخيرا ؟
( الى الجمهور )
 انه يقول اخيرا
 ( فترة صمت )
 ( الى الاجنبى ) ( بصوت يرتعد )
 من انت ؟
( الى الجمهور )
 انه يقول انك تعرفين بالتاكيد من اكون يا اليدا
( الى الاجنبى )
ماذا تريد منى ؟ لماذا تحدثنى على هذا النحو ؟ عمن تبحث ؟
( الى الجمهور )
 انه يقول انا ابحث عنك
 ( الى الاجنبى )
 عيناك ؟ انهما تشيهان ....
( الى الجمهور )
 انه يقول .... اذن فقد عرقتنى اخيرا
  ( الى الاجنبى )
 عيناك ؟ لا تنظر لى على هذا النحو , ساصرخ طلبا للنجدة .
( الى الجمهور )
 انه يقول , صه , صه , لا تخافى ... كيف يمكن ان تخافى منى ؟
( الى الاجنبى )
 ماذا تريد ؟
( الى الجمهور )
 انه يقول , لقد اتيت اليوم على باخرة انجليزية , لقد سبق لى ووعدتك باننى ساعود باسرع ما استطيع
 ( الى الاجنبى )
ولكنهم عشر سنين ولم تعد
 ( الى الجمهور )
 انه يقول , لقد كنت ارغب فى الرجوع سريعا , لكننى لم استطع
( الى الاجنبى )
 امش , ارحل , لقد تاخرت كثيرا
( الى الجمهور )
 انه يقول , لم يمض الكثير , وكيف يكون هذا الكثير ؟ ان الزمن لا يعنى شيئا لمخلوقين مثلنا
( الى الاجنبى )
 ارحل ولا تعد ثانية الى هنا ابدا , ابدا .
( الى الجمهور )
 انه يقول , كما لو انه لم يسمع ما قلت ... اننى الان على الاقل استطعت المجئ اليك , وها انا ذا يا اليدا ( فترة صمت , ينظر كل منهما الى الاخر )
( الى الاجنبى )
ما هذا ؟ ماذا تريد ؟ اوه , لا تنظر لى هكذا . ( اليدا تخبأ عينيها )
( الى الجمهور ) انه يقول بنعومة , اننى اريد ما تريدينه , لقد جئت ابحث عنك ( اليدا تكشف عينيها وتنظر اليه )
 ( الى الاجنبى )
 ماذا تريد ؟
( الى الجمهور )
 انه يقول انت تعرفين بالتاكيد اننى جئت ابحث عنك
( الى الاجنبى )
هل ستاخذنى وترحل ؟
( الى الجمهور )
 نعم ( تحرك شفتيها قائلة انه يقول ولكن بدون صوت )
 ( الى الاجنبى )
 ولكنك تعرف بالتاكيد اننى متزوجة
 ( الى الجمهور )
انه يقول وهل هذا له اهمية بالنسبة لنا ؟ ارض الزوج ؟ وبعدئذ يقول , وهل تخافين من المجيئ معى ؟ ( اليدا تتراجع للخلف ) اوه , هذا رهيب , رهيب , وبعدئذ يقول , ام انك لا تريدين المجئ معى ؟ ان صوته حزين جدا
( الى الاجنبى )
 لا , لا , اننى لن اجيئ معك , ولن اجيئ معك الى ابد الابدين , هذا لن يحدث ابدا ( بصوت خفيض ) اننى حتى لا اعبا بك
( الى الجمهور )
انه يقترب اكثر واكثر
 ( الى الاجنبى )
لا تلمسنى , لا تقترب منى , لا تلمسنى .
 ( الى الجمهور )
وبعئذ يقول , لا يجب عليك ان تخافى منى يل اليدا
( الى الاجنبى )
 لا تنظر لى هكذا
( الى الجمهور )
 انه يقول , لا تخافى , لا تخافى يا اليدا , لا تخافى , لا تخافى .
( فم اليدا مفتوح على صرخة , ولكن بدون صوت )
 ( يدخل هارتويج )
هارتويج
 من هذا الرجل ؟
 اليدا
 انقذنى , انقذنى
( يخرج الاجنبى , او يبتعد الى طرف المسرح وظهره للجمهور )
 هارتويج
 اليدا , من كان ذلك الرجل ؟ ما الامر ؟ انك ترتجفين .
 اليدا
اننى بخير , انك هنا الان .
هارتويج
 من كان ذلك الرجل ؟
 اليدا
 انه شخص ما كنت اعرفه منذ سنوات طويلة .
هارتويج
منذ متى ؟
( اليدا تشير باصابع يديها علامة العشرة )
 هارتويج
 الم تريه منذ عشر سنين ؟ ( فترة صمت ) ان ام بوليت وهيلدا رحلت عنا منذ عشر سنين ....
اليدا 
 اووه
هارتويج
 اليدا , انظرى لى , هل تقولى الحقيقة ؟ هل حقا لم ترى هذا الرجل طيلة عشر سنين ؟ ( هارتويج يقترب منها , ولكن اليدا تستدير مبتعدة ) الن تدعنى ألمسك يا اليدا ؟ لماذا ؟ من هذا الرجل يا اليدا ؟ اليدا ؟
 اليدا
لا اعرف


 المشهد السادس عشر

( ضوء الفجر - خطوط من اللون البرتقالى فى السماء وعلى قمم الجبال فى عمق المنظر ) ( الاجنبى واقف على طرف المسرح )
اليدا
 انه يقول يجب ان اقرر , وان يكون قرارى نهائيا , فيجب ان اختار الان . قلت انتظر , لابد لى ان اجهز ملابس سفر .... حقيبة .... انه يقول , انه حجز لى كابينة فى الباخرة التى سترحل فى منتصف الليل , وانه وضع بها كل ما يمكن ان احتاجه فى رحلتى , اننى اسأله , لماذا يستمر متشبثا بى الى هذه الدرجة ؟ لقد مضت عشر سنين , فسالنى , الم اشعر باننا ننتمى الى بعضنا بعضا ؟ اووه ... ما كل هذا الاغواء والاغراء الذى يتملكنى والذى يشدنى الى حيث لا ادرى ؟ انه يشبه البحر فى عنفوانه .
هارتويج
 لقد فهمت , لقد فهمت , انك تبتعدين عنى خطوة خطوة .
اليدا
لو اننى لم اطاوعه , وابعدته عنى ... واذا بقيت بجانبك يا هارتويج , هل انت متاكد اننى لن اندم على ما حدث ابدا ؟
 هارتويج
 تندمين ؟
 اليدا
نعم , نعم , لان هذا لم يكن له ان يحدث ابدا , هل انت متاكد اننى لن اندم على ما حدث ابدا ؟
هارتويج
 لا يا اليدا .... لا اقدر
 اليدا
 اذن ... فساذهب معه
 هارتويج
 كنت اعرف ذلك
 ( اليدا تستدير الى الاجنبى , وبعدئذ تعود الى هارتويج )
 اليدا
 انه يقول , لك ان تختارى يا اليدا , ولكن اى خيار املكه ؟ اننى ذاهبة معه , لانىى لابد ان اذهب معه , لاننى لا استطيع فعل شئ اخر .
هارتويج
هل تحبين هذا الرجل ؟
 اليدا
لا اعرف , لكننى اشعر بانه هو الشخص الذى انتمى اليه ( فترة صمت ) ... اظن انك تعتقد اننى انتمى اليك .
هارتويج
نعم .. انت تخصيننى
 اليدا
 هذا حقيقى , نعم فقد اشتريتنى .
هارتويج
 انها فظاظة منك ان تقولى هذا يا اليدا .
 اليدا
 الم تشترينى ؟ لقد كان هذا بعد سنين من وفاة زوجتك الاولى , لقد رحلت وتركت لك فتاتين , وكنت تحتاج الى زوجة .... وانا كنت وحيدة ... امى كانت .... وابى المسكين غرق .... كنت يتيمة وليس معى مليم واحد , وكنت على وشك الطرد من الفنار , لان عائلة جديدة كانت قادمة لتسكن فيه ... لقد منحتنى ماوى ... وامن .
هارتويج
 بيتا وحبا
 اليدا
نعم , حب يا عزيزى هارتويج , انا منحتك حبى , ولكن ماذا كنت املك من خيارات ؟ كان لابد ان اقول لك اننى موافقة عليك , والا فسوف ارمى بنفسى فى البحر .
هارتويج
 لقد وافقت على بكامل ارادتك .
 اليدا
 يا لها من ارادة
هارتويج
 اذن .... فالحقيقة انك لم تحبينى .
 اليدا
لقد تزوجتك بدون حب , نعم , لكنك اظهرت انك عطوف , انت فعلا عطوف , ولقد احببتك , ولم يكن لهذا اهمية , هل سبق ان اردتنى على النحو الذى يريدنى هو به ؟
هارتويج
 اليدا ! الا تخجلين مما تقولينه ؟ اننا زوج وزوجة .
 اليدا
انت لم تكن زوجا ابدا , اننى يا هارتويج لا استطيع ان اكون لك كما تريدنى ... والذى تريده ليس .... زواجا
هارتويج
 ( بحدة ) لا , لن يكون بيننا زواج بعد الان .
 اليدا
 لن يكون ابدا . ( فترة صمت ) دعنى ارحل يا هارتويج .
هارتويج
 هل تعرفين ما الذى تطلبينه منى ؟
 اليدا
 اه يا هارتويج , اه لو كنت فقط احبك بمقدار ما احتاج اليه .... لكننى اعرف الان ان هذا لن يكون .
 هارتويج
 وماذا بعد يا اليدا ؟ هل تفكرين فى شكل العلاقة فيما بيننا بعد ذلك ؟ وكيف ستتغير الحياة بالنسبة لك ولى ؟
 اليدا
 الحياة هى الحياة , ستستقيم من تلقاء نفسها , اننى اريد ان اكون حرة . اعطنى حريتى .... دعنى ارحل .
هارتويج
ماذا يعنى ذلك ؟ كيف لاى احد ان يحبك ؟ انك مريضة نفسية وبلا نفع , وبلا اية خبرة فيما تكون عليه احوال الدنيا .... تتحدثين عن الحرية ؟ الحرية مجرد ومضة من الضوء تنتهى من قبل حتى ان تصيحى قائلة - ومضة من الضوء - ان قرارك الان ان تنبذينى وتختارينه .... واذن .... فان كل شئ قد انتهى ..... اللحظة .... اللحظة التى تشعرين بها , لقد انتهت فعلا , وما يبدا الان هو اللاحرية الجديدة , حرية ؟ الى اين ستذهبين ؟ الى اين تذهب امرأة مثلك ؟ .
اليدا
اذهب ؟
هارتويج
 الى اين سياخذك ؟ كيف سيعتنى بك مالكك الجديد ؟ هل سالتيه هذا السؤال ؟ .
اليدا
 انه يقول ... انه يقول ...
هارتويج
ماذا يقول ؟
 اليدا
انك عديم الشفقة ياهارتويج .
هارتويج
اننى امين وصادق .
 اليدا
 اه , نعم .... علاقات انسانية .
هارتويج
 انك امراة , انت زوجتى , واجبى ان احميك ... احميك من نفسك , اننى ايضا طبيبك .
اليدا
 انا لست مريضة , ليس بعد الان .
هارتويج
مرة اخرى , ما هو المكان الذى قال انه سياخذك اليه ؟
( اليدا تنظر الى الاجنبى فى رجاء , وبعدئذ تنظر الى هارتويج )
 اليدا
 انه يقول .... انه يقول انه سياخذنى الى البيت , الوطن , اننى استطعت على الاقل ان اتى اليك واخذك معى الى البيت , يقول هذا.
هارتويج
 واين بيته .... وطنه ؟ انه اجنبى ... اين ؟
 اليدا
 انه يقول , اى مكان , فبيتنا وطننا يشمل الارض كلها والبحر على اتساعه ايضا , يريد ان ياخذنى الى هذا البيت الوطن الواسع .
هارتويج
 وهل تصدقين ؟ هذا الاجنبى القادم من لا مكان واى مكان ؟
 اليدا
 ان الذى يشدنى هو المجهول .... او النسيان .... ربما فى ظروف غير ظروفنا , ربما كنت زوجته فعلا , قبل ان اتى الى الشاطئ , زوجته فى البحر .... اه , لماذا لم اكن حتى .... لم يكن لازما ابدا ....
هارتويج
 انتظرى , انتظرى , ساجعل الامر اسهل بالنسبة لك , انت حرة , انا اعطيك حريتك .
اليدا
كنت اظن انك قلت اننى لا يمكن اى ان اصبح حرة , فانا امراة لا يمكن ان تكون حرة .
هارتويج
 لقد قلت هذا اثناء ثورة وغضب , وكنت حزينا على فقدك .... كننى احبك يا اليدا , ساريك الان اننى احبك .... ارحلى معه .... حبيبك الاجنبى ... عودى الى البحر ... ولا تاسفى على شئ , واجعلى ضميرك مستريحا ولا تقلقى على .... اذهبى
( صوت صافرة باخرة )
 اليدا
هل تقصد ما تقوله حقا ؟
هارتويج
 نعم ( او بدلا من هذا الرد يمكن لهارتويج ان يعمل صوتا غريبا )
 اليدا
 انا حرة ؟
 هارتويج
 نعم , اعطيك حريتك .
 اليدا
جعلتنى حرة ؟
 هارتويج
نعم
 اليدا
 وبما اننى حرة فى الاختيار , فانا يمكننى ان اختارك انت ؟
هارتويج
نعم
 اليدا
 ولكن هل سابقى حرة يا هارتويج اذا اخترتك ؟
هارتويج
 لا توجد استثناءات فى الحرية , لهذا السبب فهى جميلة جدا , ولهذا السبب فان كل انسان يحلم بان يكون حرا .
اليدا
 لم اكن اعرف اننى كنت احلم .... اننى عرفت فقط ان الحرية شئ واسع وعميق ويمكن ان تغطينى كلية .... ( فترة صمت ) اذن فسوف ابقى معك .... ساكون مخلوقة ارضية , مخلوقة ارضية من اجلك انت فقط .... انك على عكس البحر لم تغوينى ... ولم تجردنى من الحرية ان اختار .... ( تستدير للاجنبى ) يجب عليك ان ترحل ولا تعد ابدا ( تخور قواها , ثم تتماسك ) اذن هذه هى الحرية , هذه اللحظة الصغيرة , ومضة من الضوء .... هل هى انتهت فعلا ؟ .


 المشهد السابع عشر

( ضوء الخريف , هارتويج يقرا فى الفراندة , واليدا ترتدى ثوبا له ياقات مرتفعة وهى تقوم بالتطريز )
هارتويج
 انها جالسة هنا طوال الظهيرة , اخشى انها لا تؤدى تمرينات رياضية كافية , انا لا اعتقد ان ضررا سيحدث لها لانها تنزل البحر من حين لاخر .
 اليدا
 لم اعد احب السباحة بعد الان , انت فاهم .
 هارتويج
 انها تنتمى الى الان , كما كان من قبل , كما فى السنوات الاولى من زواجنا , انها هادئة , لكنها لم تعد سيدتى التى من البحر .
اليدا
 انا هادئة مثل بركة ماء , اننى ساظل معك .
هارتويج
 لقد تخلت عن البحر الذى كانت تغطس فيه , وذلك من اجلى .
اليدا
هذا ما تريده , اليس كذلك ؟ انت تريدنى ان ابقى معك , ان اكون زوجة حقيقية , ان اكون ام بناتك , قل لى ان هذا ما اردته , انا لا استطيع ان اتذكر ما كنت تريده , هل اردت ان اكون زوجتك وام بناتك ؟
 هارتويج
 نعم , ان تكونى زوجتى , لكن لا يلزمك ات تكونى اما , فالبنتان سترحلان عما قريب , بوليت تزوجت ارنهولم , وهيلدا تريد ان تنتقل الى المدرسة , سيكون المكان لنا وحدنا فقط .
اليدا
 اننى استطيع القفز فى الماء , استطيع السباحة والسباحة , استطيع الا اعود ابدا , اننى اعتقد اننى سافعل ذلك الان , بمجرد ان انتهى من هذه القطعة الاخيرة من التطريز , فسوف انهض وساذهب الى البحر وساقفز فيه , او انه من الاحسن اننى ساخذ هارتويج معى الى الشاطئ , وساشير له الى خط الافق لكى الهيه , ثم اهشم راسه بحجر صلب , وبعدئذ ساقفز فى البحر واسبح واسبح ....
هارتويج
هذا رائع جدا , يا اعز الناس , رائع ان اراك على هذا الحال , فى سلام معى وفى سلام مع نفسك .
 اليدا
هارتويج , عزيزى هارتويج , هل انا لم ارتكب خطأ ؟
هارتويج
 ياله من سؤال يا اليدا يا زوجتى يا حياتى , اعكسى السؤال فقط ....قولى هل انا ارتكبت خطأ ... واجابتى هى لا , انت تعلمت ان تؤقلمى نفسك .... انت متطورة .

(النهاية )

تأليف :- سوزان سونتاج .
 ترجمة :- ممدوح شلبى

مسرحيات مترجمة

- التذمر . تأليف مناندر . ترجمها الى الانجليزية بروفيسير روزيفتش , وترجمها الى العامية المصرية ممدوح شلبى

مسرحيات مؤلفة

-حاول مرة اخرى 

اخراج مسرحى

- المتفائل .... تأليف على سالم

تمثيل

- حلم ليلة صيد ..... اخراج ابو الحسن سلام 
- مصرع كليو باترا ..... اخراج ابو الحسن سلام 
- الاميرة تنتظر .... اخراج صبحى يوسف 
- المتفائل .... اخراج ممدوح شلبى  
- ابو خليل القبانى ..... اخراج ايمان الصيرفى  
- جورج ابيض .... اخراج احمد سليم 
- انتحار ... فيلم سينمائى قصير ... اخراج ايهاب راضى 

نقد مسرحى

- الملحمية فى مسرح يحيى عبدالله..منشورة فى مجلة الفنون  
- اللعنة من فوق المنبر ..منشورة فى مجلة الفنون 
- فلسطين فى المسرح المصرى ..منشورة فى مجلة عالم الكتاب
- اسكندرية والقرار 398 ..منشورة فى مجلة الفنون